النائب أديب عبد المسيح ل”سفير الشمال”: يجب أن تكون أستراليا قيمة مضافة على اللجنة الخماسية.. وهذه رؤيتي لهندسة الوضع السياسي في لبنان!.. حاورته: نادين شعار

رأى النائب أديب عبدالمسيح أن أستراليا التي ترعى اللبنانيين المقيمين فيها وتؤمن لهم العيش الكريم يجب ان تكون قيمة مضافة على اللجنة الخماسية التي يفترض أن تتوسع لتشمل دولا تضم لبنانيين قادرين على التأثير في الداخل اللبناني، وأشار الى أنه يمتلك رؤية لهندسة الوضع السياسي اللبناني من خلال تعليق الدستور وتسليم المجلس العسكري الذي يضم كل الطوائف الحكم فيعمل على إتمام اتفاق الطائف وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة وبعد ذلك ليأتي من يحكم ويقود البلاد، مؤكدا على أن مرشحه الأساسي هو مرشح المعارضة ميشال معوض الذي يعتبر مرشحا قويا وطبيعيا وقادرا على الوقوف بوجه مرشح الفريق الآخر سليمان فرنجية.

كلام النائب عبدالمسيح جاء في مقابلة مع “سفير الشمال” خلال الجولة التي يقوم بها في أستراليا حيث إطلع على أوضاع الجالية اللبنانية والتقى العديد من المسؤولين الأستراليين وطرح معهم إمكانية تقديم الدعم للجيش اللبناني.

وفي ما يلي نص المقابلة:

س: هل لك أن تخبرنا عن سبب زيارتك إلى أستراليا؟

ج: الهدف الأساسي من الزيارة هو التواصل مع الإغتراب اللبناني الذي من خلاله رأينا جميعاً الدور الإيجابي الذي لعبه في تغيير الهوية البرلمانية في إنتخابات 2022، وبفضل الإغتراب أصبح هناك كتلة من النواب الجدد وأنا من بينهم، إستطاعوا أن يواجهوا وما زالوا يواجهون كل المخططات التي تسعى إلى تكبير الفجوة الموجودة لدينا، ومن ناحية أخرى تأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الجولات التي أقوم بها منذ إنتخابي، من أجل إيصال صورة حقيقية عن لبنان، ومن أجل إيصال رسائل الناس وقلقهم إلى المسؤولين في جميع أنحاء العالم من الناحية السياسية لتدوير الزوايا ولنجعل المجتمع الدولي يعلم أن هناك رجال دولة حقيقيين يسعون إلى قيام  دولة حقيقية، دولة بعيدة عن منطق المافيا والميليشيا التي تهيمن علينا حالياً .

س: هل المواقف التي تتخذها كتلة تجدد تتوافق مع تطلعاتك وتوافق معها أم أن هناك تباينات مع مواقف أعضائها؟

ج: دعيني أقسّم عمل كتلة تجدد إلى قسمين، بداية على صعيد منطق الدولة أو الخطاب السياسي العام والخطاب المناطقي، فيما يتعلق في الخطاب السياسي ليس هناك أي خلاف على العكس تماماً لدينا خطاب سياسي موحد وقد خضنا على أساسه الإنتخابات النيابية.

ولو لم أكن أملك هذا الخطاب السياسي الذي أشترك به مع زملائي لا أبقى معهم في الكتلة. ولكن هناك أحياناً إختلاف يأتي بطريقة حسابات مناطقية، يجب على كل نائب في منطقته أن يراعيها وبالتالي ترجمة الخطاب السياسي على الأرض تختلف من نائب إلى آخر في الكتلة، على سبيل المثال إن تعاطي النائب مخزومي في بيروت يختلف عن التعاطي مع من قام بإنتخابي في منطقة الكورة وبالتالي تختلف طريقة إيصال الخطاب السياسي من نائب إلى آخر، كل حسب منطقته وحسب نوعية الناخبين.

إنما الأساس موجود في الخطاب السيادي وخطاب بناء دولة مؤسسات ودولة قانون وخطاب يرفض سلاح حزب الله و لكن ليس ضد حزب الله كمكون سياسي يرغب في الإشتراك في منطق الدولة. نحن مع قرار الدولة بأن يكون لديها قرار السلم والحرب وبالتالي نحن ضد منطق السلاح، وطبعاً نحن كإصلاحيبن نسعى إلى معرفة من سرقنا وكيفية الحلول وإعادة اموال المودعين إلى أصحابها والنهوض الإقتصادي في البلد. هذا القرار لا أشترك فيه فقط مع زملائي في الكتلة إنما أيضاً مع الحلفاء الأصدقاء ضمن المعارضة  ولكن طريقة  التطبيق تختلف من نائب إلى آخر.

س: في ظل الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال ما هو دوركم كنواب تغييريين وماهي الأمور التي تقومون بها من أجل مساعدة المواطن اللبناني في معاناته اليومية؟

ج: على الصعيد الوطني أولاً إستطعنا أن لا ننتخب الرئيس الذي لا يريدونه، ثانياً إستطعنا أن لا نخلق فراغ في قيادة الجيش وبالتالي نخرب الوضع الأمني في لبنان، ثالثاً لم نسمح لهم بأن يمرروا القرارات أو القوانين التي من ورائها مشروع جهنمي يدعى شطب أموال المودعين، وواجهنا بكل الوسائل منطق الهيمنة وقد إستطعنا أن نقنع الطرف الثاني بأن يعلم ولأول مرة أن هناك أشخاصاً لا  يساومون، لن يقوموا بمساومات مثلما يفعل البعض، وبالتالي أي شريك يحب أن يتحدث بمنطق مؤسسات وتطبيق الدستور الذي نؤمن به فأهلاً وسهلاً به. من هنا إستطعنا أن نخلق أمرًا واقعا جديدا وهو منطق المواجهة السلمية الدستورية داخل البرلمان اللبناني وعدم الإنجرار إلى أي محاصصة وأي مخطط يهدف إلى تقسيم لبنان وتقسيم الحصص بالبرلمان.

س: أي إسم تسمي لرئاسة الجمهورية؟

أنا مع الرجوع إلى مرشح المعارضة ميشال معوض وهو ما زال مرشحاً دائماً ومرشحا طبيعيا، ولكنه تنحّى من أجل إعطاء الدور لغيره ومن أجل أن نحصل على أصوات أكثر ، ولكن بما أن الطرف الثاني لم يتخل عن إسم سليمان فرنجية فبرأيي أن مواجهة سليمان فرنجية تكون بإسم قوي مثله وهو البقاء  على ميشال معوض لأن كل ما نزلنا بالأسماء كلما سمحنا للطرف الثاني أن يقوى وبالتالي لا أحد يأخذنا على محمل الجد. إذن أنا مع الرجوع إلى الصف الأول من ناحية ترشيح ميشال معوض.

س: لماذا النصف الثاني ضد تسمية سليمان فرنجية؟

ج: على الصعيد الشخصي نحن على طيبات مع الرئيس سليمان فرنجية، ولكن جميعنا قد رأى بأن خط الممانعة أو الخط الذي يتماشى مع الحلف الإيراني السوري ماذا فعل في لبنان.

لقد سيطروا على لبنان مدة ١٥ سنة وأوصلوا البلد إلى إنهيار كامل والى عزلة دولية وعزلة إقلمية، كما أدخلوا النازح السوري إلى لبنان، واليوم يقولون لدينا مرشحنا ونريد أن نكمل ..!

يعني يريدون أن يكملوا بنفس منطق الإنهيار الذي أوصلونا إليه. لذلك نحن نرفض رفضاً قاطعاً هذا الحوار ونريد أشخاصاً جدد، وكما حكموا البلد ١٥ سنة  أتمنى

أن يزيحوا على جنب ويعطونا ٥ أو ٦ سنوات فرصة لنا لنعمل..

س: إذا طلب من النائب المهندس أديب عبد المسيح أن ” يُهندس” الوضع السياسي في لبنان من أين يبدأ؟

ج: قد لا يتراءى للبعض ما سأطرحه الآن وسوف أخص سفير الشمال به.

بما أننا لم نستطع إنتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر رمضان المبارك، فهذا يعني بأن المسألة ذهبت لما بعد عيدي الفطر والفصح المجيد، عندها يكون قد حان موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، مما سيؤثر سلباً على معرفة كيفية إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وإذا وصلنا لهذا الحال، فأنا مع فكرة تعليق الدستور لمدة سنتين وتسليم البلد للمجلس العسكري مجتمعاً وتعيين حكومة إنتقالية مؤلفة من ١٢ وزير فقط يطبقون إتفاق الطائف ويتممون المراسيم التطبيقية الخاصة بها؛ اللامركزية، إلغاء الطائفية السياسية، إنشاء مجلس الشيوخ وتعيين رئيس مجلس شيوخ .

بمعنى آخر نقوم بإعادة ضبط البلد من جديد، وإن كانوا يودون إنتخابات نيابية قبل إنتخاب رئيس للجمهورية لأننا بالتالي نكون قد وصلنا للإستحقاق النيابي، فيقوم المجلس الجديد بالتشكيلات المطلوبة من صندوق النقد الدولي ويسن كل التشريعات المطلوبة من أجل إنقاذ أموال المودعين ومن أجل أن نقوم بالإصلاح، ومن ثم نقوم بإنتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي نستطيع أن نبدأ من جديد. هذا ما بين فكرة المؤتمر التأسيسي وما بين الفكرة البعيدة أن نذهب إلى تقسيم وتكون مرحلة مؤقتة فقط، وليأتِ أحد يحكم البلد، وبالطبع كلنا مع الجيش اللبناني والمجلس العسكري الذي يمثل كل الطوائف، حينها نقوم بتنفيذ وثيقة إتفاق الطائف ونمضي مع صندوق النقد الدولى ، وننتخب رئيسا، ثم من يريد أن يأتي ليحكم البلد فأهلاً وسهلاً به لأننا نكون وقتها قد أخذنا قسماً كبيراً مما نريده.

س: خلال زيارتك بالطبع إلتقيت مع سياسيين وفاعليات أسترالية ولبنانية. هل هناك سبل للتعاون ما بين البلدين من أجل مصلحة لبنان وشعبه؟

ج: تعد أستراليا بالنسبة لنا بلد صديق بإمتياز ، بلد رعى اللبنانيين المقيمين فيه وأعطاهم فرصاً عديدة، وقدم لهم الكثير من الرخاء في العيش الكريم. وكذلك لعب اللبنانيون دوراً كبيراً جداً بإعانة لبنان وأيضاً بالإشتراك في الحياة السياسية فيه.

من هذا المنطلق والمنطلق الديمقراطي، ومنطلق الصداقة بين البلدين، وعلى سبيل المثال إن الجيش الأسترالي هو من قام بإعمار النفق الذي كان يربط فلسطين بلبنان، وفي منطقة الكورة ما زلنا محافظين على الآثار الأسترالية التي كان ينتشر فيها الجيش لحماية المنطقة. فهذه العلاقة التاريخية والروابط فيما بيننا، أعتقد بأن على أستراليا أن يكون لها دور كبير وتكون قيمة مضافة على اللجنة الخماسية، لأن أستراليا تحتضن لبنانيين أكثر من فرنسا التي هي في اللجنة الخماسية، وأكثر من السعودية وأكثر من مصر.. فحسب رأيي الشخصي أن على اللجنة الخماسية أن تكبر وتضم دول تستطيع من خلال الجالية اللبنانية المقيمة فيها أن تؤثر على التيارات السياسية الموجودة. بالإضافة إلى ذلك فأنا أسعى من خلال زيارتي هذه أن يكون هناك مساعدات أسترالية أكثر للجيش اللبناني ولمناطقنا من أجل أن نبقى مثبتين في أرضنا، وهذا بالطبع سيكون قيمة إيجابية لأستراليا، لأننا عندما نخلق فرص عمل نكون بذلك نساهم في تثبيت المغترب اللبناني في أرضه ونمنعه من أن يتوجه إلى الإرهاب أو أن يكون في زوارق الموت.

س: ما هو رأيك في الجالية اللبنانية في أستراليا، وما هي الرسالة التي تحملها معك إلى الوطن؟

ج: إن التماسك الذي رأيته في أستراليا بين اللبنانيين أتمنى لو أراه في لبنان بين اللبنانيين وبين الطبقة السياسية، التي لا تعرف كيف تجتمع كما يجتمع اللبنانيون في الإغتراب من جميع الأطياف وجميع الإختلافات السياسية والمذاهب من أجل مصلحة لبنان. والمفارقة بأن ما لمسته هنا في أستراليا بأننا نجتمع من أجل لبنان ولا أحد لديه روزنامة خاصة غير مصلحة لبنان. أما في لبنان فلديهم أجندات خارجية.

للأسف اللبناني في الخارج لديه مصلحة لبنان واللبناني في الداخل لديه مصلحة للخارج.

وفي الختام أتوجه بشكري وإمتناني لجريدة سفير الشمال التي هي سفير لكل لبنان واليوم أصبح سفيراً في العالم ، سفير المنتشر اللبناني أينما كان. إن موقع سفير الشمال موقع صديق جداً وعزيز على قلبي ومن أحد مهامي الوطنية أن أشجع هكذا مواقع لأنه يملك القلم الحر السيد المستقل الذي يهمه مصلحة اللبنانيين أينما وجدوا. واليوم رأينا أن موقع سفير الشمال إنطلق إنطلاقة قوية جداً في أستراليا وهذا دليل حرصه على لبنان وعلى التواصل مع اللبنانيين أينما وجدوا.

أهنئكم من صميم قلبي وأشد على أيديكم كأفلام وطنية حرة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal