في يومها العالمي.. المرأة تليق بها الحياة وتستحقها!.. نادين شعّار

كثيراً ما يتحدث الناس عن المرأة العربية ودورها في المجتمع. لكن قليلاً ما نراها تتحدث عما تقدمه من واجبات ومهمات وتضحيات تبقى اسيرة ضغوط الحياة اليومية والعمل الاجتماعي والحياتي والسياسي. 

وفي غفلة من المتاعب، يأتي البعض ليتذكرها ويغدق عليها المديح في مناسبة يوم المرأة العالمي. وكأن تكريم المرأة هو حدث موسمي يقام بقرار، في حين أن كل أيام السنة هي للمرأة والرجل معا في شراكة تخدم الانسان والمجتمع والوطن.

المرأة هي الأم، هي الزوجة، هي الأخت، هي الحبيبة، هي المدرسة الأولى. من بين يديها يتخرج الفرد، وبها يتباهى على غيره، وهي سبب نجاحه أو فشله في الحياة. لذا، فإن دورها أساسي ومحوري في أي مجتمع من المجتمعات، إن كان المجتمع متقدماً أو ناميا.

تلك المرأة التي خلقها الله مع آدم عليه السلام كي تكون له شريكاً. أي أن الشراكة في المجتمع وجدت قبل أن يدّعيها أحد أو أن يختارها أحد.

وإن شئنا أم أبينا، فإن الشراكة خلقت مع أول إنسان في هذا الكون. ثم تطورت مع تزايد أعداد البشرية لتكون بين نصف المجتمع ونصفه الآخر. ولا يمكن أن نحدد من هو النصف الأول ومن هو النصف الثاني. بل نقول نصف ونصف آخر، أي أحد جناحي المجتمع الذي بلا أحدهما لا يستطيع أي مجتمع النهوض.

لا شك في أن المرأة الجادة، العاقلة والناجحة هي من تشق طريقها نحو التطور والتقدم شأنها شأن الرجل، وهي كيان بشري له دور أساسي ومفصلي في بناء المجتمع وفي نجاحه وتقدمه. فهي رائدة في العمل السياسي، والأمثلة كثيرة. ومتقدمة في العمل المهني، وهنا حدث ولا حرج. ومبدعة في العمل الإنساني. وفوق هذا وذاك، هي الحضن الدافئ ومنبع الحنان لأولادها وعائلتها ومركز الأمان للرجل، ومستودع الوفاء للأهل ومصنع الأبطال لحماية الوطن. فهل يجوز أن نغفل أو نتجاهل دورها في الحياة؟

لا يمكن لأحد أن يشكك في ان المرأة تمتلك أفكارًا خلاقة في ميادين العلم والفن والاقتصاد والتجارة، من دون أن تقصر في عملها المنزلي وفي رعاية أطفالها والاهتمام بزوجها، لذلك، من الظلم النظر الى المرأة على أنها مصنع إنجاب وتوالد، بل هي مسؤولة في الحياة عن الحياة.

لم تبخل المرأة في تقديم التضحيات عبر العصور وهي كان لها أدوارا هامة في كل العهود، في الحروب والبناء وقيادة المجتمعات، وربما لبنان من أكثر البلدان التي تجاوبت مع حضور المرأة رمز الثورة والحرية والعدالة.

تحتاج مجتمعاتنا اليوم الى المرأة القوية والقادرة التي تفرض وجودها واحترامها، وتنتزع دورها ولا تستجديه ممن ليس له حق فيه.

وفي يوم المرأة العالمي لا بد من توجيه التحية الى المرأة المقاومة في فلسطين ولبنان وخصوصا المرأة في غزة المضحية الصابرة الصامدة التي لم تعد تبكي على أولادها الشهداء بقدر ما تعمل من أجل الحفاظ على من تبقى منهم لتكمل معهم الحياة التي تستحقها وتليق بها.



Post Author: SafirAlChamal