من كوبا إلى غزة.. الرأي العام شريك في تقرير المصير!.. ديانا غسطين

لم يكن يوم السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣ عادياً، اذ اعادت عملية “طوفان الأقصى” القضية الفلسطينية الى الواجهة، ما شرّع الباب امام تشكيل رأي عام جديد مناصر لفلسطين في وجه الحكومات الداعمة للعدو الإسرائيلي، لا سيما الغربية منها، رغم الأموال الطائلة التي دفعها كيان الاحتلال لدعم روايته في الحرب على غزة.

وقد تصدّر صمود اهل غزة في وجه المجازر المرتكبة بحقهم مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كما باتت فلسطين عنواناً رئيسياً في المؤتمرات الإعلامية حول العالم، ومنها “عملية الحقيقة الجديدة” الذي نظمته وكالة انباء اميركا اللاتينية “برنسا لاتينا” وشبكة الميادين الإعلامية  يومي ٢١ و ٢٢ كانون الثاني الجاري في العاصمة الكوبية هافانا بمشاركة سياسيين وصحافيين وصناع رأي من اكثر من ٣٠ دولة حول العالم.

والجدير ذكره ان “عملية الحقيقة الجديدة” تأسست عام ١٩٦٠، والفكرة هي وليدة الرئيس الراحل فيدل كاسترو، وجسّدها الثائر الاممي ارنستو تشي غيفارا، والهدف منها كشف التزييف وحملات التشويه الإعلامية المعادية للثورة الكوبية، كما نشر حقيقة واصالة وصدق الثورة. حيث تمت استضافة مئات الصحافيين والإعلاميين في كوبا لتلمس حقيقة الثورة الكوبية واشعاعها.

وفي السياق، أُريد للمؤتمر هذا العام ان يشمل مناطق اخرى من العالم، على ضوء الاحداث الجارية في غزة، والظلم اللاحق بأهلها ومحاولات التعتيم الاعلامي على قضيتهم. وللمناسبة اشار الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل خلال كلمته في افتتاح أعمال المنتدى، الى انه “بمواجهة الحظر الإعلامي الذي يفرضه الغرب، ستستمر دائما وسائل إعلام بديلة بقول الحقيقة في كل ركن بالعالم، مؤكداً على أهمية الفعالية لخدمة مكافحة الدعاية السوداء”.

واذ ذكر كانيل أن بلاده تحارب المعلومات المضللة، اشاد بالطريقة التي يخوض بها الفلسطينيون معركتهم من أجل الحقيقة من خلال وسائل الإعلام العربية وغير العربية المتمركزة في المنطقة، والتي دافع صحافيوها عن الحقيقة بحياتهم.

توازيا، حضر لبنان في المؤتمر بشخص وزير الاعلام زياد المكاري، الذي اشار الى ان “مبادرة عملية الحقيقة التي أطلقها الرئيس الكوبي فيديل كاسترو قبل 65 عاماً، كانت ربّما أوّل خطّة إعلاميّة موسّعة لمواجهة الأخبار الزائفة، وما أكثرها في حرب غزّة، حيث يعمد إعلام العدو الإسرائيلي إلى تضليل الرأي العام العالمي بأخباره الزائفة، منذ اليوم الأوّل لحربه على غزّة”.

وأضاف: “أثبتت حرب غزّة أنّ الحقيقة هي سلاح أساسي في مقاومة جرائم إسرائيل”.

وتوقّف المكاري عند تضحيات الإعلام اللبناني والفلسطيني خلال حرب غزّة، ولفت إلى أنّه “صحيحٌ أنّ آلة الكذب الإسرائيليّة قويّة وناشطة، ولكن في مقابلها هناك إعلام مقاوم وفعّال في فضح الأكاذيب”، مؤكداً ان “الإعلام المقاوم هو السلاح الأمضى في حرب غزّة، وليس صدفةً أن نجتمع تحت سماء هافانا، التي صوّتت وحدها من بين عواصم اميركا اللاتينية ضدّ إقامة دولة إسرائيل في الأمم المتّحدة عام ١٩٤٧، لمناقشة فعاليّة وأهميّة الإعلام في المحطات الكبرى والمفصليّة والحاسمة، فيما الحرب ضدّ غزّة وشعبها الصامد مستمرّة منذ أكثر من مئة يوم”.

من جهته اكد رئيس شبكة الميادين غسان بن جدو اننا “امام منعطف استراتيجي دولي تاريخي، هنا على ارضنا، حيث تخوض الانسانية الحرة، وليس فقط الفلسطينيين او الامة العربية، معركة بداية الانعتاق من سطوة اقطاب دولية تمثل مافيا سياسية امنية وعسكرية واقتصادية وثقافية واعلامية”.

هذا وتركزت كلمات المشاركين في المؤتمر على ضرورة العمل على اظهار الحقيقة وايصالها الى العالم.

من النهر الى البحر، هي فلسطين التي باتت قصتها على كل لسان في العالم، فغدت قضية رأي عام مناهض للظلم والاجرام، بفضل اعلام حر مقاوم تمكن بوضوح صورته واستقلالية كلمته ان يظهر زيف روايات العدو الاسرائيلي دفاعاً عن القضية الاسمى “زوال اسرائيل من الوجود”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal