رياح غزة تجري بما لا تشتهي السفن الاسرائيلية والأميركية!.. غسان ريفي 

بدأت ملامح التسوية حول العدوان الصهيوني على غزة تظهر، في ظل حث الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان: “الهدنة الإنسانية” مقابل أن تفرج حماس عن عدد من الأسرى المحتجزين لديها.

في غضون ذلك، تجري مفاوضات على أعلى المستويات مع قيادة حماس للوصول الى إتفاق حول كل الأسرى الذين تشترط المقاومة وقف الحرب وتبييض السجون الاسرائيلية مقابل الإفراج عنهم.

وتشير المعطيات الى أن الجهود الأميركية تنصب اليوم على أن تبصر الهدنة الانسانية النور، تلبية للدعوات التي تطلق في كل أنحاء العالم، وللاستفادة منها في تهدئة الأجواء، وصولا الى إمكانية تمديدها بانتظار إنتهاء المفاوضات حول إتمام صفقة تبادل الأسرى، وطرح وقف نهائي لاطلاق النار بما يحفظ ماء وجه إسرائيل التي تحرص أميركا ومحورها على عدم إنكسارها وعلى تأمين انتصار ولو وهمي أو إعلامي لها.

الطلب الأميركي، لم يلق تجاوبا من قبل نتنياهو الذي أكد بعد إتصال بايدن به، انه لن يوقف إطلاق النار ولن يسمح بدخول الوقود الى غزة، مؤكدا أن “إسرائيل لن توقف الحرب قبل الإنتصار وقبل إنهاء الخطر الآتي من غزة”.

كلام نتنياهو غير قابل للصرف بكل المقاييس، خصوصا أن ظروف الميدان ليست في صالحه، حيث يواجه في الاجتياح البري عشرات الآلاف من المجاهدين الذين يعتمدون على الأنفاق في مباغتة العدو وتكبيده الكثير من الخسائر في الجنود والآليات.

كما ان المقاومة الفلسطينية ما تزال تمتلك زمام المبادرة وتتحرك في أرجاء غزة بحرية تامة وتطلق الصواريخ الى العمق الاسرائيلي، وذلك بعد مضي شهر كامل من القصف التدميري والدموي وقتل الأبرياء لا سيما من الأطفال.

لذلك، فإن غطرسة نتنياهو تحتاج الى إنجازات ميدانية على الأرض تساهم في إقناع الأميركي بتمديد مهلة إطلاق يده في الأعمال العسكرية وبإستمرار تقديم كل وسائل الدعم له وتأخير الهدنة، لكن ذلك ما يزال بعيد المنال، خصوصا أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحطيم معنويات الجيش الاسرائيلي في البر، وبما أن الانجاز الصهيوني ما يزال مفقودا، وبما أن القصف الجوي وقتل المدنيين يضغط على أميركا ودول العالم التي تواجه التظاهرات الشعبية، فإن خيار الهدنة الانسانية يبقى الأنسب في ظل هذه الظروف، الأمر الذي يخشاه نتنياهو مدركا ان وقف إطلاق النار سيكتب نهايته في ظل مطالبة الداخل الاسرائيلي بإقالته ومحاكمته، وهو ربما يطلب ضمانات أميركية ليتجاوب مع مطلب بايدن.

من المفترض أن تؤدي الهدنة في حال حصلت الى تهدئة الوضع في الجنوب اللبناني، وربما هذا ما جاء يستطلعه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مع الدولة اللبنانية بعدما كرست المقاومة الاسلامية في لبنان معادلتيّ قوة الردع وتوازن الرعب.

بات واضحا أن رياح غزة تجري بما لا تشتهي السفن الاسرائيلية والأميركية، الأمر الذي سيفرض تنازلات معينة من الجانب الاسرائيلي، بالتزامن مع إنعقاد القمة العربية في السعودية السبت المقبل، والقمة الاسلامية يوم الأحد، فهل ترضى الدول العربية والاسلامية على حد سواء ان تجتمع وتصدر قراراتها في ظل إستمرار القصف على غزة؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal