دار الأوبرا هاوس – Opera House في سيدني تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها… نادين شعار

تحتفل دار الأوبرا هاوس الشهيرة في سيدني بعيدها الخمسين .

تعد دار الأوبرا هاوس من أشهر وأهم التصاميم في العالم، فهي تعكس حداثة تصاميم القرن العشرين . وقد سبق واختيرت في إستفتاء أجرته صحيفة التايمز البريطانية عام 1992 الأعجوبة الأولى من أجمل  أعاجيب العالم الحديث، بحسب ما اختار 70% من المستطلعين . تضاهي شهرتها كاتدرائية نوتردام في باريس، وهي تميز سيدني عن باقي المدن الأوسترالية.
تخطت كلفة بناء الأوبرا المئة مليون دولار .
بدأت فكرة بناء دار الأوبرا مع الموسيقي البريطاني ذو الشهرة المرموقة Eugene Gossens.

لقيت فكرته دعماً وترحيباً من قبل رئيس الولاية وقتها جوزف كاهيل ومن قبل أستاذ فنون العمارة في جامعة سيدني Ingham Ashworth وكان الأخير يؤمن أن فن الأوبرا لا يجب أن يكون حكراً على النخبة من المجتمع بل يجب أن يكون  متاحاً أمام العامة من الناس.
وبالفعل تشكّلت عام 1955 لجنة إختارت الموقع الجفرافي المناسب لبناء دار الأوبرا حيث تحتوي على صالتين : واحدة تتسع ل3500 شخصا والثانية تتسع ل 1200 شخصا .
وفوراً تم الاعلان عن مسابقة عالمية لتصميم دار الأوبرا .وتم تعيين أربعة محكّمين معماريين , بينهم أشورث نفسه , ليقوموا بإختيار المعماري والتصميم الفائز على السواء .

إعتمد موقع جغرافي رائع هو النقطة المتقدمة من Bennelong Point  بين Sydney Cove و Farm cove  وهي نقطة ملاصقة للحديقة الملكية الرائعة Royal Botanic Garden  في قلب الوسط التجاري للمدينة الذي يطل على جسر المدينة الشهير الهاربور بريدج – Harbour Bridge.

وكان التحدي الأكبر في تصميم مبنى الأوبرا في إيجاد فراغ بين القاعتين يعمل على تخفيف الصدى الصوتي  لئلا يؤثر على العروض الموسيقية بالدرجة الأولى .

لم يزد عدد الذين قدموا تصاميم للمشروع الضخم هذا عن 230  مهندساً ومعمارياً , وأعلن عن الفائز عام 1957  وهو تصميم المعماري الدانماركي يورن اوتسن.

أما القصة المثيرة والطريفة لبناء الأوبرا هاوس، أن اللجنة إستبعدت تصميم أوتسن في تصفيتها الأولى للتصاميم المتنافسة، فالرسومات كانت بسيطة وتفتقد للدقة والتفصيل .
لكن يحكى ان أحد أعضاء لجنة التحكيم وصل متاخراً لإحدى جلسات التحكيم، ووقع بصره بالصدفة على كومة من المشاريع المستبعدة الملقاة جانباً ،فلفت إنتباهه تصميم أوتسن رغم بساطته .فإستخرج التصميم وأعاد طرحه على اللجنة التي أوصت لاحقاً بأنه سيكون من أعظم مشاريع القرن .

وبالفعل فاز أوتسن  بالمهمة الصعبة، وبدأت عملية البناء عام 1958 وبني الدار من الخرسانة والكابلات الفولاذية لمنع التشقق، كونه يعوم في مياه البحر .

 لم تخلو عملية البناء من خلافات حادّة التي كانت معقدة للغاية  فإرتفعت كلفتها وتخطت التوقعات. وقدم المصمم أوتسن إستقالته قبل إنتهاء عملية البناء , حتى أنه لم يحضر حفل تدشين المبنى عام 1973 وتحديداً يوم العشرين من اوكتوبر – تشرين الاول منه.

قررت أوستراليا بناء دار الأوبرا بعد الحرب العالمية الثانية. حيث كان وقتاً للتفاؤل والنمو الإقتصادي والرفاهية العامة. وكان عدد سكان هذه القارة الكبيرة آنذاك 10 ملايين نسمة فقط، منهم مليونان يقيمون في سيدني. وقد كان عصر الهجرة، حيث وصل العديد من المهاجرين من أوروبا التي مزقتها الحرب.

يزور دار الأوبرا حوالى ثمانية ملايين سائح كل عام وقد أدرج المبنى على لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 2007.

 بإمكان زوار الأوبرا القيام برحلات يقودها دليل سياحي للتعرف على المبنى وقاعاته  الشاهقة وممراته وساحاته، وبالامكان زيارة غرف تبديل ملابس الفنانين والموسيقيين الذين يقدمون عروضهم على مسرح الاوبرا هاوس.

وبإمكان الأوبرا هاوس إستيعاب أكثر من 6600 مشاهد للعروض الموسيقية والمعزوفات العالمية والمسرحيات التي تصدح موسيقاها  في قاعاته التي جاءت على شكل أصداف متشابكة تنقلك إلى عالم ساحر من الجمال والروعة الهندسية .

هناك العديد من الطرق التي يمكن للزوار من خلالها التفاعل مع المبنى الشهير وببساطة الإعجاب به وتصويره مجاناً. ومع ذلك، في الذكرى الخمسين لتأسيسه هذا الشهر، هناك العديد من الأنشطة المعدة لإستيعاب كل ما يقدمه هذا المبنى المذهل من الأشرعة الرائعة.
ورغم مرور خمسين عاماً على ذكرى بناء دار الأوبرا هاوس في سيدني ، تبقى من الأماكن الأكثر زيارة من قبل السياح والمقيمين لما تتمتع به من جمالية وروعة في النهار، وسحر خارق وأجواء مميزة ليلاً، فهي مقصد كل من يبحث عن الإستمتاع والتأمل وإلتقاط الصور التذكارية.

 

 


 


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal