هل تتحول اللجنة “الخماسية” الى “رباعية”.. ما هي أسباب الخلاف؟… غسان ريفي

أرخى الخلاف بين أعضاء اللجنة الخماسية التي إلتأمت أمس الأول في نيويورك بثقله على الداخل اللبناني المتخبط بإنقسامات عامودية وبأجندات يسعى كل فريق سياسي الى تنفيذها، وأخطرها تلك التي تعتبر أن تفكيك البلد وإنهياره بالكامل ومن ثم إعادة بنائه أقل كلفة من ترميمه، وهي التي تدفع هذا الفريق الى الإمعان في اللعب على وتر الغرائز الطائفية والنفخ في بوق الفتنة.

التوتر ضمن اللجنة الخماسية ليس جديدا، بل هو كان قائما على شكل تباينات منذ الاجتماع الأول بفعل الرغبات المتناقضة حيال المرشحين الطبيعيين لرئاسة الجمهورية، إلا أن ما حصل أمس الأول لا بدّ من التوقف عنده، كونه شكل مفصلا حقيقيا إنطلاقا من التداعيات التي نتجت عن هذا الخلاف والتي قد تؤدي الى تحويل اللجنة من خماسية الى رباعية في حال إستمر الضغط الأميركي على فرنسا التي قد تنكفئ عن اللجنة أو أن تبقى كمراقب، لكن من دون أن تتخلى عن مبادرتها المدعومة من فريق لبناني وازن، ما يجعلها قادرة على العرقلة في حال أرادت ذلك.

وما يعزز هذا الافتراض هو رصد مندوبي أميركا والسعودية وقطر ومصر في مقر البعثة السعودية بعد الخروج من إجتماعات الجمعية العامة أمس، من دون المندوبة الفرنسية التي لم تكن متواجدة معهم، وتشير المعلومات الى أنه تم إبلاغها أن اللقاء جاء صدفة في الممر المؤدي الى القاعة وأن المندوب السعودي دعاهم لتناول فنجان قهوة في مقر بعثته.

تشير المعلومات الى أن أسبابا عدة أدت الى هذا الخلاف، أولها، أن فرنسا لم تلتزم بما كانت إتفقت عليه مع أميركا حول جولة لودريان الثالثة في لبنان وهي إعتبرت أنه بالغ في بعض المواقف التي أطلقها.

وثانيها، أن المندوبة الفرنسية جاءت الى الاجتماع بمسودة بيان أرادت تسويقها خلاله، ما أغضب بربرا ليف التي إعتبرت أن أحدا لا يمكن أن يتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية بهذه الخفة.

وثالثها، عدم تلبية فرنسا رغبة سائر أعضاء اللجنة في وضع مهلة زمنية لمبادرتها حيث إعتبر هؤلاء أن في الأمر مماطلة وأن المطلوب جدية أكثر في هذه المهمة. ورابعها، إعلان لودريان بأنه عائد قريبا الى لبنان الأمر الذي أزعج القطري كونه كان هناك إتفاق ضمني بأن لا تقتصر العودة على لودريان بمفرده، وإنما مع الوزير القطري محمد عبدالعزيز الخليفي، لتفعيل عمل اللجنة الخماسية وتسريع المفاوضات مع التيارات السياسية اللبنانية للوصول الى النتائج المرجوة بإنتخاب رئيس للجمهورية.

في غضون ذلك وصل الى لبنان أمس موفد الديوان القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الذي يفترض أن يقوم بجولة على القوى السياسية، وتشير المعلومات الى أن التركيز سيكون على اللقاء مع حزب الله ومع جبران باسيل لمعرفة الى أين وصل الحوار بينهما، خصوصا وبحسب المعلومات أن باسيل لا يقطع إتصالاته مع القطريين الذين يساعدونه على رفع العقوبات الأميركية بحقه، وهو كانأرسل إليهم عدة رسائل منها ما تضمن أسماء لمرشحين حاول تسويقهم، ومنها ما تضمن قبولا بقائد الجيش جوزيف عون شرط حصوله على وزارة المالية وحاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش، فضلا عن رسائل أخرى تؤكد المعلومات أنه جرى رفضها كلها كونها بعيدة كل البعد عن المنطق وعن العقل!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal