إستحقاقات ترسم ملامح المرحلة المقبلة.. حلّ أم حرب؟!… غسان ريفي

ينتظر لبنان سلسلة من الاستحقاقات تتزامن مع بعضها البعض، من المفترض أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة التي إما أن تتجه نحو تبريد الأجواء وبالتالي الانطلاق بالحلول وفي مقدمها الملف الرئاسي، أو أن تذهب نحو التأزيم وصولا الى مزيد من التوترات التي قد تتفلت من عقالها الى ما لا يحمد عقباه.
من أبرز هذه الاستحقاقات هي:
أولا: ما يدور اليوم في أروقة الأمم المتحدة حول التجديد لقوات اليونيفل والمحاولات الرامية الى تبديل قواعد التفتيش بإعطائها حق حرية التنقل من دون مواكبة الجيش اللبناني، والحديث عن إتجاه لوضع وجود اليونيفل تحت الفصل السابع، وهو أمر يدرك الجميع إستحالة إقراره لما له من تداعيات أمنية خطيرة في الجنوب اللبناني.
ثانيا: زيارة آموس هوكشتاين الذي قد يصل الى لبنان بحسب بعض المصادر في مطلع أيلول على أبعد تقدير، للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في الترسيم البري وإمكانية إيجاد حل للنقاط الخلافية القائمة مع العدو الاسرائيلي والممتدة من شمال بلدة الغجر الى نقطة الـ B1 في الناقورة.
ثالثا: إنطلاق الحفر والتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 وإنتظار النتائج التي ستصدر عنه بعد نحو شهرين وتأثير ذلك على الواقع اللبناني سواء كان سلبا أم إيجابا، خصوصا أن بعض المصادر تؤكد أن الغاز موجود وأنه لا يمكن للعدو الاسرائيلي أن يستخرج النفط والغاز من دون أن يكون في البلوك اللبناني كميات مماثلة.
رابعا: زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان المتوقعة في منتصف أيلول المقبل، في ظل محاولة بعض المعارضة ولا سيما القوات اللبنانية الشغب على مهمته الرئاسية تنفيذا لأجندة ليست بعيدة عن زيارة هوكشتاين.
خامسا: تحركات المقاومة في الجنوب اللبناني، والتي تأتي إستباقيا لضبط قواعد الاشتباك والتأكيد على قوة لبنان وقدرته على مواجهة أي قرار أو نتيجة لا تصبان في مصلحته.
تشير المعطيات الى أن أيلول قد يكون شهر المفاجآت المرتبطة بالاستحقاقات المتزامنة مع بعضها البعض، وهذا التزامن حتما ليس صدفة، بل ناتج عن تجميع الملفات ضمن سلة واحدة، من المفترض أن تشهد الكثير من الأخذ والرد والضغوط المتبادلة، وفي مقدمة ذلك ما يرتبط بملف قوات اليونيفل حيث يبدو واضحا أن ضغطا أميركيا يمارس على لبنان بهذا الخصوص، ويترافق مع شغب واضح على مهمة لودريان الرئاسية عبر أطراف لبنانية ترفض دعوته للحوار.
لذلك، ترى بعض المصادر إمكانية أن يكون مفتاح الأزمات في جيب هوكشتاين الذي سيبدأ فور وصوله مهمة إزالة نقاط الخلاف بين لبنان والعدو الاسرائيلي على الحدود البرية، في وقت يعوّل فيه الأميركي على الفرنسي في أن يلعب دورا أساسيا مع الدولة اللبنانية للتعاون مع هوكشتاين وتسهيل مهمته كما حصل في ترسيم الحدود البحرية التي أثمرت عن إنطلاق أعمال الحفر والتنقيب.
وتشير المصادر نفسها الى أن نجاح مهمة هوكشتاين، من شأنها أن تحرك الملفات الأخرى بشكل إيجابي، خصوصا ما يتعلق بالتجديد لقوات اليونيفل وفقا للشروط اللبنانية، وإعطاء قوة دفع لمهمة لودريان وتخفيف الهجوم عليه ومساعدته على إتمام الحوار خصوصا بعد تقليص عدد النواب المعترضين عليه سواء من القوات اللبنانية أو المستقلين وعدم قدرتهم على التأثير السلبي في مجلس النواب بحال تم التوافق على إنتخاب رئيس للجمهورية.
يدرك الجميع أن الوضع في البلاد لم يعد يحتمل، وأن القدرة على ضبط الأمور بدأت تتلاشى مع تزايد الضغوط، لذلك فإن أطرافا عدة تعوّل على نجاح مهمة هوكشتاين التي ستؤمن ظروف النجاح لسائر الاستحقاقات وصولا الى نتائج التنقيب، أما الفشل، فقد يؤدي الى التدحرج نحو مزيد من الانهيار، حيث لا تستبعد مصادر مواكبة أن يكون بديل كل ذلك هو الحرب!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal