الرواية الكاملة للمركب الذي إنطلق من عكار الى إيطاليا.. وإحتُجز في ليبيا!… سمية موسى

بالرغم من حالات الغرق والقرصنة والتشرد والسجن، مازالت مراكب الهجرة غير النظامية تنطلق من السواحل العكارية وبشكل يومي من دون الأخذ بعين الاعتبار كل المخاطر التي تحيط بها.
منذ عشرة أيام تقريباً إنطلق مركب من عكار الى ايطاليا، وكان على متنه 110 أشخاص (من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين ومن ضمنهم 37 طفلاً).
أبحر المركب فجر 11آب الجاري من منطقة الشيخ زناد في عكار قرب الحدود السورية. لكن منظمة “هاتف الانذار”، كشفت عبر موقعها عن “إقدام مسلحين ليبيين على اختطاف المهاجرين في 18 آب الجاري، شارحة أنها كانت على اتصال مع ركاب القارب، وعندما وصلوا إلى منطقة البحث والإنقاذ في مالطا أخبروها أن “زورقا يحمل العلم الليبي كان يطاردهم وأن مسلحين كانوا يطلقون النار عليهم، ما أدى إلى إصابة شخص واحد”.
جرى إبلاغ العديد من سلطات الاتحاد الأوروبي بحالة الطوارئ الخطيرة، بحسب المنظمة، حيث تم تنبيه السلطات المالطية والإيطالية واليونانية بالاعتداء العنيف الذي تعرض له الركاب في مناطق البحث والإنقاذ المالطية واليونانية، وطالبت المنظمة بعملية إنقاذ عاجلة.
وأضافت المنظمة: “تبلغنا من الركاب أن أحد محركات المركب توقف عن العمل بعد إطلاق النار عليه من قبل المركب الليبي. وكان هذا آخر اتصال تم إجراؤه معهم”، وخلال الساعات التالية، حاولت المنظمة إعادة الاتصال بالقارب، لكن من دون جدوى. كما حشدت جهود الإنقاذ من خلال الاستفسار المتكرر من السلطات الأوروبية عما إذا كانت قد بدأت إجراءات الإنقاذ، لكن من دون جدوى أيضا”.
وشددت المنظمة على أنها “نحاول العثور على مزيد من المعلومات حول الأشخاص الذين فروا من لبنان ووصلوا إلى منطقتي البحث والإنقاذ في دولتين عضوتين في الاتحاد الأوروبي، ليتم إجبارهم على الذهاب إلى ليبيا حيث يتعرضون لخطر مواجهة أشكال متطرفة من العنف”.
هذه الرواية، ناقضتها رواية أخرى رواها مصدر خاص لـ”سفير الشمال” بعد تواصله مع أحد الناجين الذي يؤكد أننا بخير جميعنا وبعد ٣ او ٤ أيام سوف ينتهي التحقيق معنا ونعود الى لبنان، ولا يوجد أمامنا الا خيار واحد هو العوده الى الوطن. وبتسجيل آخر يطلب هذا الناجي من عائلته انجاز جواز سفر مستعجل في السفارة لكي يتمكن من العودة.
ويقول أحد أقارب الناجين: “تواصلت معي عمتي وهي بخير، وأكدت “أننا لم نتعرض للرصاص ابداً، والجميع بخير، لكننا ننتظر السلطات الليبية في أن تصدر بيانا ختاميا للتحقيق الذي يسمح لنا بالعودة.”
وبحسب ما يؤكده والد أحد المهاجرين “أنه لم يكن على علم بقرار ابنه الذي حاول السنة الماضية الهجرة من دون أن ينجح”.
ويقول: “فوجئت بالخبر بعدما إتصل فجر ذلك اليوم بشقيقه مطلعا إياه أنه يشق طريقه إلى سواحل إيطاليا، لينقطع بعدها كل خبر عن ركاب القارب قبل أن تصلنا أخبارا غير مؤكدة عن احتجازهم في ليبيا”.
ويضيف: وضع إبني المادي صعب جدا، فهو يعمل صيادا في لبنان، ولا يملك دولارا واحدا لدفعه مقابل المقعد الذي حجزه على القارب، فلو كان في حوزته هكذا مبلغ والمقدّر بحوالي ستة آلاف دولار لما فكّر بالمخاطرة بحياته”.
ويتابع الوالد: “منذ انقطاع التواصل مع إبني ونحن نمّر بأسوأ أيام حياتنا، وكل ما نتمناه هو أن يعود إلى حضننا سالما معافى، ولأن لا أحد من المسؤولين أولى قضيتنا أي أهمية سنضغط في الأيام القادمة في الشارع علّ من في السلطة يحرّكون ساكنا”.
يُذكر أنّ السُلطات الليبية تعمل على تعزيز مكافحة الهجرة غير النظامية لقاء تمويل تحصل عليه من الاتحاد الأوروبي، إذ قدّم الأخير 500 مليون دولار لحكومة طرابلس منذ 2015 بهدف تقوية خفر السواحل، مما يسمح لبعض الميليشيات والجهات المسلّحة الاستفادة من هذا الدعم في عمليات الخطف مقابل الفدية لتمويل نفسها.
وكان أعلن موقع قيادة الجيش عن إيقاف المدعو (ش الحزوري )، الذي كان يجهّز لإبحار المركب وعلى متنه نحو 500 شخصا، لافتا الى أنه عندما نجحت مخابرات الجيش في إحباط المحاولة واعتقلته مع عدد كبير من الركاب الذين كانوا يتجهّزون للرحلة، كان عدد آخر قد تمكّن من الوصول إلى المركب الذي كان ينتظر في المياه الإقليمية، وبينهم عائلة الحزوري نفسه، كما تمكنت مخابرات الجيش من خرق الجهة المنظِّمة لعملية التهريب بحِرفية، بعدما أوهمت المهرّب الكبير ومن معه، بأن رادارات الجيش القريبة من تلك النقطة معطّلة ولا إمكانية لكشف أي عملية تهريب، ولدى البدء بالتنفيذ باغتتهم مخابرات الجيش وألقت القبض على الحزوري.
ويعتبر الحزوري أحد أهم الناشطين في عمليات التهريب في الآونة الأخيرة، ولاسيما بعد اعتقال عدد كبير من هؤلاء إثر حادثة غرق مركب قبالة شاطئ طرطوس العام الماضي. والحزوري من بلدة ببنين في عكار وكان يعدّ لهذه الرحلة بالتعاون مع شخص موجود في تركيا، والإثنان بحقهما مذكرات توقيف للأسباب نفسها.
وكشفت مصادر أن هذه الرحلة هي من اكبر عمليات التهريب التي حصلت. لافتا الى أن تلك الرحلات تعود بأرباح عظيمة على تجار البشر، فلا يأبه المهرب بالمخاطر التي يتعرض لها الركاب، فهو يستغل حالة اليأس التي يعيشها هؤلاء في ظل الواقع المعاش، وحالة اللاستقرار.
وتسأل هذه المصادر: هل تجار البشر الذين يرسلون عشرات المراكب في يوم واحد يدركون أن أعداد سفن الإنقاذ ليست كبيرة؟، هل هؤلاء الأفراد هم مجرمون فقط، أم يمكن اعتبار المهاجرين مجرمين أيضًا في حق أنفسهم؟ وهل أصبحت قوارب الموت الأمل الوحيد للنجاة في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها لبنان وسوريا.

الافراج عن المهاجرين

وقد أفرج عن المهاجرين من قبل إحدى المجموعات الليبية التي كانت احتجزتهم قبل بلوغهم وجهتهم الإيطالية.

وأضافت مصادر نقلاً عن عائلات بعض اللبنانيين المفرج عنهم أن السلطات الليبية سمحت لهم بالبقاء في ليبيا بعد أن قدمت لهم المساعدات في انتظار الالية التي ستعتمد لإعادتهم الى لبنان.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal