يوسف برجاوي.. الوداع المؤلم!… غسان ريفي

ثقيل جدا كان خبر الرحيل يا أبو فراس، وله مرارة فقدان الأخ والسند والعضد، فتحولت دورنا باللاوعي الى مجالس عزاء لما لك من مكانة وقيمة وحضور لدى زملائك وعوائلهم على حد سواء.
يوسف برجاوي مالئ عالم الرياضة وشاغل الاتحادات والاندية واللاعبين ونجم الصحف والشاشات رحل كالهدف القاتل الذي يقهر ويقتل الآمال، تاركا كمّا هائلا من الأسى واللوعة بين اصدقائه ومحبيه وجيش تلامذته الذين يغزون الصحف اللبنانية والعربية.
عميد الاعلاميين العرب كان عنوانا للنجاح والتألق فكانت صفحات الرياضة في السفير التي كنت جزءا منها في مكتب طرابلس والشمال منارة بحد ذاتها تقدم التحليلات والتحقيقات والاخبار بإشرافه بكل صدق وموضوعية وشفافية لتعطي مزيدا من التميّز للسفير المدرسة الصحافية التي أفقدتنا بعضا من ذواتنا عند إقفالها.
كان أبو فراس صحافيا إستثنائيا يمتلك قدرة هائلة على الادارة والاشراف والكتابة فحوّل القسم الرياضي في السفير الى خلية نحل تعمل من دون توقف، وانطلق منها بذكائه ومهنيته الى العالمين العربي والدولي حتى غدا احد أهم وأبرز المؤثرين في فضاء الاعلام الرياضي وكانت تفتح له صالات الشرف أينما كان وأينما حل..
أبو فراس فضائلك لا تعد ولا تحصى ويكفيني فخرا أنني كنت يوما واحدا من تلامذتك حيث لم تبخل عليّ بالرعاية والاحتضان والنصح والتعليم والتشجيع وحتى بعد إقفال السفير كنت دائما الى جانبي أخا كبيرا وموجها وداعما.
ما أجمل تلك اللحظات التي امضيناها سويا في حفل توقيع كتابك في المكان الاحب الى قلبك مبنى السفير، ذاك الكتاب الذي يتضمن سيرتك المهنية وانجازاتك التي ستشكل خارطة لطريق النجاح لكل صحافي، وذاك الحفل الذي كنا نلقاك فيه للوداع الأخير.
أبو فراس، يؤلمنا وداعك، لكنه الموت يا صديقي وزميلي واستاذي الذي لا يستأذن أحدا وانها مشيئة الله الذي له ما أعطى وله ما أخذ، أما ذكراك فستبقى حاضرة طالما هناك كرة تتدحرج في الملاعب، فأنت المثل والمثال وانت العيار الأغلى من معادن الرجال.. رحمك الله وسلام عليك..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal