البطريركية المارونية ممتعضة.. لا يريدون مصلحة لبنان!… ديانا غسطين

من على شرفة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، يحاول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطر الراعي استشراف بارقة امل تفضي الى حل الازمة اللبنانية.
في السياسة كما في الاقتصاد، يجزم سيد بكركي ان الحل لا يمكن ان يكون الا داخلياً معتبراً انه لو مهما تشعبت الآراء وتعددت لا بد لدولة الدستور ان تبسط سلطتها، ولا يمكن ترك البلاد تسير نحو الاندثار.
في السياق يبدو واضحاً ان كلام البطريرك نابع من حرصه على ضرورة استعادة الدولة وتماسكها، خاصة وان الكنيسة المارونية لا تُعتبر أم فكرة الدولة اللبنانية بل هي “أم لبنان”. الامر الذي يبرر خوف البطريركية المارونية بمختلف من تعاقب على سدتها من ضياع الدولة. وبحسب الكنيسة، فإن الارتكاز على القانون والدستور لحماية المواطنين لأي دين او طائفة او مذهب انتموا، لا يتعارض مع نظرتها لبناء المجتمع.
بحسرة يتحدث البطريرك عما آلت اليه أحوال الناس. ولا تغيب عن باله او كلامه اية معضلة يعانون منها. فمن الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالجميع الى تدني القدرة الشرائية لدى المواطنين وصولاً الى لما يعانيه المزارعون الذين لا قدرة لهم على تصريف انتاجهم في ظل غياب الاهتمام الرسمي. وإذ يتأسف على تفكك الاسرة اللبنانية وتضعضعها بسبب هجرة الشباب اللبناني بمختلف مكوناته يجزم انه لو يترفع السياسيون عن مصالحهم الخاصة ويعملوا لمصلحة لبنان لكنا تجنبنا الكثير من المآسي.
من جهة أخرى، يتساءل بطريرك “المحبة والشراكة” عن سبب تأخير انتخاب رئيس للجمهورية، غامزاً من قناة عدم احترام الدستور ان لجهة عقد الجلسات المتتالية للانتخاب او لجهة قبول تعدد المرشحين وانتخاب الاكفأ. فلا يمكن ان ينتظر المسؤولون هبوط اسم الرئيس المقبل من “الوحي” والى ان يحين ذلك الوقت يعملون كمنجّمين لتقدير أوان سد الشغور في الرئاسة الأولى.
ومن الرئاسة الى ازمة النزوح السوري، يرى البطريرك الراعي ان عملية إعادة النازحين مرتبطة بضرورة البدء بإعادة اعمار سوريا ووقف مساعدات الأمم المتحدة لهم داخل لبنان وتحويلها الى سوريا. وإذ يستنكر القرار الأوروبي الجائر بشأن إبقاء النازحين في لبنان، يأسف لعدم صدور موقف رسمي قوي بوجه هذا التدخل السافر في الشؤون اللبنانية.
ويخلص البطريرك الراعي في كلامه الى ضرورة اعلاء المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار والترفع عن المصالح الصغيرة الآنية والشخصية.
اذاً، هي البطريركية المارونية تحاول حل الازمات من دون ان تنحاز لطرف ضد آخر على مختلف المستويات. فبكركي التي لطالما حضنت اجتماعات لرؤساء الطوائف في لبنان على امتداد الحقبات التي مرت بها البلاد تسعى جاهدة لان تحافظ على دورها الجامع فتنجح في منع البلاد من الافول. مراهنة على ان هذه الأرض المقدسة ستنهض يوماً من كبوتها منتصرة. فهل يستجيب اهل الحكم لندائها؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal