لودريان غداً في بيروت: جولة ثانية لملء الوقت الضّائع… عبد الكافي الصمد

يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان غداً إلى بيروت، في جولة إستطلاعية هي الثانية له بعد جولة أولى قام بها في 24 حزيران الماضي وامتدت أيّاماً، إنّما من غير أن يُعرف ماذا يحمل في جعبته من أفكار ورؤى حول ملف الإنتخابات الرئاسية، أم أن جولته الثانية ستكون مثل الأولى يعود بعدها إلى بلاده خالي الوفاض.
وإذا كانت جولة لودريان الأولى قد وُصفت بأنّها إستطلاعية، وأنّ الموفد الرئاسي لا يحمل أيّ صيغ للتسوية يمكن أن تنتج حلولاً، فإنّ هذا الإنطباع يعود إلى تجربة صيغة التسوية السّابقة المقترحة من قبل الفرنسيين، والقائمة على انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بموازاة تكليف السّفير السابق نوّاف سلام مهمّة تأليف حكومة العهد الأولى، ما تزال صيغة تراوح مكانها، وتحتاج إلى دفع إقليمي ودولي لم يتوافر لها بعد.
ومع أنّ أيّ مواعيد لم تُحدد بعد لمن سيلتقي بهم لودريان أو يزروهم، فإنّ معلومات تحدثت عن أنّه سوف يستهل لقاءاته بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ولعلّه هناك سيفصح لرئيس المجلس عن ما يحمله من أفكار، وعلى ضوء ذلك يمكن الحكم مسبقاً على مدى نجاح أو فشل الموفد الرئاسي الفرنسي في مهمته.
وفي حين لم يُعرف بعد إنْ كان لودريان خلال اليومين الذين سيمضيهما في لبنان سيلتقي الشخصيات نفسها التي التقاها في المرة السّابقة، أم سيلتقي شخصيات أخرى، فإنّ أسئلة طُرحت حول إنْ كان لودريان سيلتقي شخصيات نيابية وسياسية سنّية غير رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي سيزوره بروتوكولياً، أم أنّه سوف يسقطها أيضاً من جدول لقاءاته، بعدما بات التعامل مع النوّاب السنّة لزوم ما لا يلزم، بسبب تشتتهم وتفرّقهم وغياب أقطابهم عن السّاحة السّياسية ما أدى إلى تراجع تأثيرهم في المعادلة الداخلية.
وحسب المعلومات المتداولة فإنّ لودريان لن يأتي إلى لبنان حاملاً صيغة الحلّ التي ستنهي الفراغ في الرئاسة الأولى منذ نحو 10 أشهر، بسبب الإنقسام الداخلي، وعلى خلفية عدم نضوج طبخة التسوية الخارجية، لا بل إنّ لودريان يأتي إلى لبنان والبلاد تقف على أبواب فراغ آخر يتمثل في انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أواخر الشّهر الجاري، من غير التوصّل إلى توافق داخلي لتعيين خلفٍ له.
وإذا كان البعض أبدى تفاؤلاً بأنّ لودريان يأتي إلى لبنان بعد الإجتماع الخماسي الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، وبالتالي فإنّه يحمل بالتأكيد “شيئاً ما” سيُطلع الفرقاء اللبنانيين عليه، من أجل الخروج من أزمات البلاد وعلى رأسها أزمة الفراغ الرئاسي، فإنّ المتشائمين لم يتردّدوا في القول إنّ زيارة لودريان ليست سوى لملء الوقت الضائع بانتظار تسوية يبدو أنّها سوف تتأخّر، خصوصاً أنّ بيان الدول الخمس حمّل اللبنانيين “مسؤولية الأزمة الرئاسية”، ما فُهم منه على أنّه تأجيل ليس معروفاً إلى متى للبحث جدّيّاً بالأزمة اللبنانية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal