لودريان يتحضّر لزيارة السعودية وسيطرح في جولته الثانية مسألة الحوار

لم يطرأ أي جديد على صعيد ملف الاستحقاق الرئاسي، في انتظار عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت.

وذكرت مصادر واسعة الاطلاع أن تحركاً فرنسياً إنطلق داخلياً استكمالاً للمحادثات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان-ايف لودريان، الذي يستعد لزيارة الرياض في 11 الجاري، في مستهل جولة على أطراف اللجنة الخماسية لأجل لبنان. وستترافق تحركات لودريان خارجياً مع تواصل غير مباشر مع إيران، بالتزامن مع اتصالات مباشرة بين قطر وطهران تحضيراً، لما وصفته المصادر بـ”الخطة ب” في الاستحقاق، وفق ما ذكرت” نداء الوطن”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ لودريان أبلغ معنيين بأن فرنسا تحولت عن خيار فرنجية وتبحث حالياً عن جهوزية قائد الجيش جوزاف عون ليكون رئيساً توافقياً.

وللتذكير، فإنّ لودريان عقد خلال زيارته الأخيرة لبيروت خلوة مع عون تناولت شؤون الجيش والاستحقاق الرئاسي. وهنا، تضيف المصادر: “بعد مغادرة الموفد الفرنسي بيروت الشهر الماضي، استكملت السفارة الفرنسية في بيروت الاتصالات التي بدأها لودريان، باستطلاع مواقف الأطراف الداخليين من الحوار إذا انطلق، وما هو تصورهم له. وفي الوقت نفسه، اكدت السفارة، أنّ تصورها السابق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ما زال ينطلق من صيغة الاتفاق مسبقاً على مرشح لرئاسة الجمهورية وتسمية رئيس الحكومة المقبل والبيان الوزاري لحكومة العهد الجديد. وأوضح مسؤولو السفارة لمن التقوهم ان ترشيح فرنجية لم يعد ضمن تصورهم الذي كان يتضمن الى جانبه تسمية السفير نواف سلام رئيساً للحكومة.

ولخّصت المصادر الأجوبة التي تلقتها من الأطراف السياسيين. ففي جواب “حزب الله” أنه يوافق على الحوار تحت سقف النظام، ما يعني أنه ليس بصدد المطالبة بتعديل للدستور، لكنه ما زال متمسكاً بترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية. أما حزب “القوات اللبنانية” فأكد فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحوار والتزام تطبيق الدستور. وبدا من الملخص أنّ هناك صعوبة في الجلوس الى طاولة حوار وسط هذا التباعد في المواقف.

وخلصت المصادر الى القول: “ليس هناك بعد جدول للحوار. لكن لودريان سيطرح في جولته الثانية مسألة الحوار، علماً أن الثنائي الشيعي يحاول أن ينتزع مكسباً قوياً يتمثل بأخذ اللبنانيين الى حوار لا جدول أعمال له”.وذكرت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” مساء أمس أن أحد تصورات الفرنسيين عقد طاولة حوار في قصر الصنوبر في حضور لودريان، تكون غير موسعة كأن تضم 6 مشاركين يمثلون الأطراف السياسيين.

وكتبت “الديار”: الجميع بانتظار الزيارة التي سيقوم بها المبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان في الأسابيع المقبلة، حيث من المتوقّع أن يدعو إلى حوار للتفاهم على سلّة كاملة تشمل رئيسًا للجمهورية ورئيسًا للحكومة وحكومة، بالإضافة إلى التعيينات الإدارية والقضائية والمالية والعسكرية (أكثر من 60 منصبا شاغرا في الفئة الأولى!). وبالتالي، تستبعد أوساط سياسية أن يقوم رئيس مجلس النواب نبيه برّي بدعوة الهيئة العامة للمجلس لانتخاب رئيس للجمهورية، قبل عودة لودريان إلى بيروت والبحث في مقتراحاته.

وبحسب مصادر مواكبة، لا تزال باريس تدعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وأي مقترح سيتم النقاش فيه سيكون حول الشروط المطلوبة من المعارضة والتفاوض عليها، مقابل الإتيان بفرنجية رئيسًا للجمهورية. إلا أن عضو تكتل “الجمهورية القوية” نزيه متّى قطع الطريق على هذا الاقتراح بقوله “إن مثل هذا الحوار لن يُبصر النور، لأنه يختزل الدستور وآليات دستورية واضحة لانتخاب الرئيس. وهذا ما أكّده النائب غياث يزبك الذي قال في لقاء في شكّا ” كفى استدراجنا إلى حوارات لا طائل تحتها”.

وكتبت “البناء”: المبعوث الفرنسي الوزير السابق جان ايف لودريان، كما تقول مصادر متابعة للملف الرئاسي، ليس جاهزاً بعد، في ظل تعثر اللقاءات مع شركاء فرنسا في اللجنة الخماسية، وعدم وضوح طبيعة المبادرة الحوارية التي سوف يقوم بعرضها على الأطراف اللبنانية. وقالت المصادر إن حال اللبنانيين ليس أفضل لجهة عدم الجهوزية، ولذلك فإن مجيء لودريان لن يغيّر الكثير سوى الإيحاء بوجود مسعى على الطاولة، وذكرت” اللواء”ان السفارة السعودية في بيروت شهدت أمس لقاءً مطوّلاً جمع عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب ملحم الرياشي والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري.

وكتب محمد شقير في” الشرق الاوسط”: يعود الحراك الرئاسي إلى الواجهة مع استعداد السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو للقيام بجولة على رؤساء الكتل النيابية، تحضيراً لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى بيروت، لتسهيل الحوار اللبناني، لعله يفتح الباب أمام إخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزّم، في محاولة لتفعيل المبادرة الفرنسية، وإنما بنسخة سياسية منقّحة.

وعلمت “الشرق الأوسط” من مصادر نيابية بارزة، بأن السفيرة غريو تتطلع من خلال لقاءاتها برؤساء الكتل النيابية، إلى رصد المواقف تمهيداً لإعداد أجندة هي كناية عن رسم الإطار العام للحوار الذي يحضّر له لودريان، وما إذا كان سينعقد قبل انتخاب رئيس للجمهورية أو بعده.

ولفتت المصادر النيابية إلى أن غريو تفضّل الاستماع إلى أجوبة رؤساء الكتل النيابية عن الأسئلة التي ستطرحها عليهم، سواء فيما يتعلق بمكان انعقاد الحوار في بيروت أو خارج لبنان، ومن يرعاه ويترأس طاولة الحوار، في ضوء إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه أصبح طرفاً منذ أن أعلن تأييده لترشيح فرنجية.

ورأت المصادر نفسها أن غريو ستحاول إعادة خلط الأوراق لاعتقادها أن الكتل النيابية منقسمة على نفسها بين فريق تتزعّمه المعارضة التي تعطي الأولوية لانتخاب الرئيس قبل الدخول في الحوار، على أن يرعاه الرئيس المنتخب، وذلك تطبيقاً لما ورد في الدستور اللبناني بالإبقاء على جلسات الانتخاب مفتوحة إلى حين انتخابه، وبين فريق يقوده محور الممانعة الذي يرفض وضع شروط على الحوار الذي يتمحور حول ضرورة انتخاب الرئيس، ما يعني أنه ليس في وارد التخلي عن دعمه لفرنجية كشرط لانطلاق الحوار.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal