باسيل يفشل في ضبط المتمردين.. كمّ عدد الأصوات التي سيؤمنها لأزعور!… غسان ريفي

تشكل الجلسة النيابية الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية والمقررة يوم الأربعاء المقبل إختبارا حقيقيا لتضامن تكتل “لبنان القوي” برئاسة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يعمل كل ما بوسعه من أجل قمع حالات التمرد عليه برفض عدد من نواب التكتل التصويت للمرشح جهاد أزعور.
لا يستغرب مطلعون على أجواء تكتل “لبنان القوي” تنامي حالات التمرد هذه، خصوصا أن باسيل يتخبط بسلسلة تناقضات غير مسبوقة لا يمكن لكثير من النواب تحمل تبعاتها، فهو يعلن رفضه ترشيح أي شخصية من المنظومة ثم يرشح الوزير الاسبق جهاد أزعور الذي يُعتبر أحد أركان المنظومة بشهادة كتاب “الابراء المستحيل”، وهو في الوقت نفسه يدعم أزعور جهرا، ويسوّق لزياد بارود سرا، ويتحين الفرصة لطرح نفسه بديلا عن الاثنين عندما تسمح الظروف.
يخطب باسيل ودّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بتغريدة لمناسبة مجزرة إهدن يصف فيها من سامحوا بـ”الكبار”، ويخوض حربا شعواء سياسية وشخصية ضد ترشيحه، ويغمز في الوقت نفسه من قناة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتقاطع معه على إسم أزعور، ولا يوفره في التغريدة نفسها بقوله: “المجزرة شاهدة على العنف السياسي وأمثولة لتحريم تكرار الجريمة في مجتمعنا ووطننا ومهما بلغت درجة الخلاف بيننا، وإذا في ناس بعد ما تعلموا بيبقوا خطر علينا” وذلك في رد واضح على التهديد الذي وجهه إليه جعجع بتغريدة قال فيها: “إذا تراجع جبران باسيل عن دعم أزعور فسيدفع الثمن غاليا”.
وبالرغم من البروباغندا الاعلامية التي توحي بأن باسيل الذي يترأس الإجتماعات اليومية يضبط الوضع ضمن تكتله النيابي، وذلك من خلال البيانات المتلاحقة الداعية بإسم الهيئة السياسية والمجلس السياسي والقاعدة التيارية بالتصويت لأزعور إلتزاما بقرار رئيس التيار، إلا أن الواقع مخالف تماما لم يشاع، حيث يؤكد مطلعون أن تكتل لبنان القوي وربما بعد ذلك التيار يتجهان نحو مزيد من التصدع، وأن الجلسة النيابية المقبلة ستكون محطة مفصلية للتكتل الذي لن يلتزم جميع أعضائه بالتصويت لأزعور، ما سيدفع باسيل الى إتخاذ قرارات حاسمة بحق النواب المخالفين الأمر الذي سيضاعف من الانقسامات داخله وقد تؤدي الى إستقالات منه ومن التيار على حد سواء.
يُدرك النائب جبران باسيل أن هيبته وحضوره وتكتله وتياره باتوا على المحك، خصوصا أن دخوله الى التقاطع المسيحي على أزعور بعدد قليل من الأصوات سيضعه في موقف لا يُحسد عليه، وسيُضعف موقفه أمام خصمه اللدود سمير جعجع الذي ينتظر بفارغ صبر إنكشاف ظهره ليبني على الشيء مقتضاه، علما أن الحديث المتداول عن أقل من عشرة نواب من تكتل “لبنان القوي” سيصوتون لأزعور ليس مبالغا فيه بل أصبح أمرا واقعا، بعد فشل كل الاجتماعات العامة والجانبية التي عقدها باسيل.
وفي هذا الاطار تشير المعلومات الى أن باسيل عقد إجتماعا قبل يومين مع ثلاثة من نواب التكتل هم: ألياس بو صعب وآلان عون وإبراهيم كنعان، وبذل جهدا كبيرا معهم من أجل إقناعهم بالتصويت لأزعور لكنه فشل في تحقيق ذلك، وتؤكد المعلومات أن الاجتماع تحول الى صاخب حيث سُمعت أصوات النقاشات الحادة الى خارج القاعة، ولم تكن إجتماعات الهيئة السياسية أقل حدة، حيث عبر عدد من النواب عن إعتراضهم على ترشيح أزعور ودخلوا في مشادات كلامية مع زملائهم الملتزمين بقرار باسيل.
كل ذلك يؤكد أن كرة رفض أزعور داخل تكتل “لبنان القوي” تكبر وتعمق من الأزمة التي ستواجه باسيل بعد جلسة الأربعاء.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal