جنبلاط ينتظر التسوية.. ويضاعف من إرباك الثنائي المسيحي!…. غسان ريفي

بدا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مقابلته أمس مع المؤسسة اللبنانية للارسال LBC ضمن برنامج “عشرين 30” زاهدا في لعب أي دور في استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، وكأنه أيقن أن ثمة تسوية يجري التحضير لها وعندما يحين أوانها يتخذ القرار الذي يراه مناسبا ويصب في مصلحة فريقه السياسي ولبنان .
لا شك في أن جنبلاط قد خيّب آمال كل معارضي رئيس تيار المرده سليمان فرنجية والذين كانوا ينتظرون منه موقفا سلبيا واضحا يعلن من خلاله رفضه التصويت له، لكن “أبو تيمور” ضاعف من الارباك المسيطر على المعارضين بطرح أسماء ليست موجودة ضمن أجنداتهم أمثال: شبلي ملاط، وترايسي شمعون ومي ريحاني، باستثناء جهاد أزعور الذي ما يزال يشكل نقطة خلاف جوهرية بين جبران باسيل وسمير جعجع.
ثمة إشكالية تسيطر على المفاوضات الجارية بين التيار والقوات حول جهاد أزعور، حيث ما يزال جعجع يرفضه بإعتبار انه يشكل خيارا لباسيل الساعي لايصال رئيس يستطيع التحكم به والابقاء على نفوذه من خلاله.
يعتبر جعجع ان القوات سبق وسلّفت التيار موقفا ايجابيا بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية في العام 2016، وعلى التيار اليوم أن يرد التحية بأحسن منها وأن يلتزم بمرشح تختاره القوات، علما أن هناك من لفت نظر جعجع بأن الرئيس فؤاد السنيورة سبق وفاتحه بموضوع ترشيح أزعور وقد رده خائبا، ومن غير المنطقي أن يعطي خصمه اللدود باسيل ما منعه عن حليفه الاستراتيجي السنيورة.
يمكن القول، إن الاسماء التي يتم التداول بها لدى الثنائي المسيحي ليس من السهل التوافق على أي منها، خصوصا أن من تقبل به القوات يرفضه التيار، ومن يطرحه التيار تتحفظ عليه القوات، ما يجعل الطرفين في سباق حول من يقنع الثاني بمرشحه ويسجل عليه نقاطا في الشارع المسيحي.
واللافت أن الطرفين يعملان تحت ضغط الخيارات التي طرحها السفير السعودي وليد البخاري لجهة، التوافق على مرشح يواجه فرنجية في مجلس النواب، أو سعي احدهما أو كلاهما الى إيجاد تسوية معه، أو اللجوء الى التعطيل وانتظار سيف العقوبات المسلط على رقبة من يتسبب به.
لذلك، فإن باسيل وجعجع باتا في وضع لا يحسدان عليه، فالأول يواجه جفاء حزب الله بفعل الشخصانية والانانية السياسية التي يعتمدها مع المرشح الذي يدعمه من دون مبررات مقنعة، والثاني يواجه عين حمراء سعودية بفعل رفعه السقف السياسي والصعود الى شجرة المواقف التي لن يكون النزول عنها سهلا.
كما لن يستطيع أي من الرجلين أن يتنازلا لبعضهما البعض بأي مرشح رئاسي قد يُطرح، وذلك خوفا من الجمهور المسيحي الذي دفعته الخلافات المستشرية وصولا الى تنامي الحقد بين القوات والتيار الى التصلب في المواقف، وإعتبار أي تنازل قد يقدمه أي طرف بمثابة خسارة مدوية قد تنعكس على مستقبله السياسي.
من هذا المنطلق، يدرك وليد جنبلاط ان الثنائي المسيحي يغرق في مراهقة سياسية ويتخبط بالمواقف، لذلك فهو لم يعطهما في مقابلته التلفزيونية لا حق ولا باطل، وآثر انتظار نتائج القمة العربية والدفع الذي قد تنتجه للتسوية المقبلة ليبني على الشيء مقتضاه بالتنسيق مع حليفه الاساسي والجدي الرئيس نبيه بري.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal