لم يشأ العام 2022 إلا أن يطوي صفحاته على حادثة مأساوية جديدة أعادت الأذهان ملف الهجرة غير النظامية، وذكّرت بمافيات تجار الموت الذين يتحينون الفرص لاغراء الفقراء بالعيش الكريم قبل إغراقهم في أعماق البحر، حيث سُجل اليوم تعطل مركب قبالة شاطئ شكا ـ البترون على متنه مهاجرين غير نظاميين على بعد نحو 30 ميلا (50 كيلومترا) عن الشاطئ، حيث أفادت المعلومات أن القوات البحرية في الجيش اللبناني وصلت الى المركب المنكوب وباشرت بنقل الركاب الى طرادات عسكرية تمهيدا لنقلهم الى مرفأ طرابلس، ولم يُفد عن سقوط أي ضحايا.
وفي التفاصيل بحسب المعلومات المتوفرة لـ”سفير الشمال”، أن المركب إنطلق فجر اليوم من منطقة الحريشة (12 كيلومتر جنوب طرابلس) باتجاه المياه الاقليمية اللبنانية قاصدا السواحل الأوروبية وعلى متنه ما بين 150 الى 170 من الرجال والنساء والأطفال من جنسيات مختلفة، وأكثرهم لبنانيون من مناطق التبانة والقبة وباب الرمل والبداوي في طرابلس.
وبعد إجتياز المركب المياه الاقليمية على بعد 30 ميلا، تعطل محركه ولم يفلح المسؤولون عن الرحلة في إصلاحه حيث تلاعبت به الأمواج التي كان وصل علوها الى ما يقارب المترين، وبدأت المياه بالدخول إليه، حيث سارع عدد من الركاب الى القيام بمحاولات للتخفيف من تجمع المياه في المركب للحؤول دون غرقه، بينما أطلق البعض نداءات إستغاثة للقوات البحرية في الجيش اللبناني.
ومع وصول نداءات الاستغاثة سارعت القوات البحرية الى رصد مكان وجود القارب الذي كان على حدود المياه الاقليمية قبالة شاطئ شكا، فإنطلق زورقا عسكريا باتجاهه ولحقت به ثلاث طرادات مع زورق عائد لقوات اليونيفل، وأشارت المعلومات الى أن الزورق وصل الى المركب الذي ما يزال صامدا في عرض البحر وفيه كل الركاب الذين بحسب المعلومات هم بصحة جيدة لكنهم يعانون من “دوار” البحر.
وأضافت المعلومات أن ثمة صعوبة بالغة في إعادة المركب الى الشاطئ الأمر الذي قد يدفع القوات البحرية الى نقل الركاب الى الطرادات العسكرية لتقديم الاسعافات الأولية لهم ومن ثم نقلهم الى مرفأ طرابلس..
