الراعي طرح الحياد والتدويل كأفكار للبحث.. فهل من طروحات مقابلة؟… مرسال الترس

سارعت عدة مجموعات من شرائح المجتمع اللبناني المتعدد الطوائف والمذاهب الى رفض أفكار البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي حول الحياد والتدويل من منطلق أنها لا تلائم الوضع اللبناني المتشابك مع القضايا والمشاكل الأقليمية البالغة التعقيد والذي يعيش منذ نحو سبعة عقود في دوامة الصراعات والحروب نتيجة تواجد الدولة اليهودية في بيئة رافضة لها.

واذا كانت طروحات الصرح البطريركي الماروني على خلفية البحث الجدي عن سُبُلٍ تخفّف الوطأة عن الشعب اللبناني ككل وليس المجموعات المسيحية وتحديداً المارونية بينها فقط. فإن الرافضين للطروحات من اساسها يتكئون على أنها تخدم بشكل أو بآخر ما تطرحه العواصم الغربية القريبة في أفكارها واستراتيجياتها من الكيان الصهيوني وما يرسمه من خطط للخرائط العربية والشرق أوسطية.

حول هذه المسائل الحسّاسة يرى النائب البطريركي على منطقتي الجبة وزغرتا – اهدن المطران جوزيف نفاع أن ما يطرحه سيد بكركي ليس من باب النكايات او الطروحات الاستفزازية وإنما من باب الحرص على التعايش بين الطوائف والمذاهب، وعلى التركيبة اللبنانية التي كانت أحد مهندسيها الرئيسيين قبل مئة عام. 

وأضاف في لقاء مع “سفير الشمال”: عندما تطرح بكركي التدويل فهدفها حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه ما يجري في لبنان لأنه بتصرفاته المنحازة دفع الأمور الى ان تصل إلى ما وصلت اليه، وبالأمس القريب سمعنا أحد النواب الفرنسيين ينتقد آداء المسؤولين في فرنسا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام، بأنهم يقفون متفرجين على ما يجري في ذلك البلد ويعملون على إعدامه ربما مباشرة او بصورة غير مباشرة ، الأمر الذي يعني أن صوت بكركي قد بدأ يسمعه الآخرون وهذا أمر في منتهى الإيجابية.

وقال: نحن متأكدون أن مختلف الدول في الغرب والشرق ترى في لبنان قيمة كبيرة وهي معنية في بقائه على قيد الحياة.

ويتابع المطران نفاع: إذا كانت ما تطرحه بكركي والبطريرك بشارة الراعي من أفكار حول الحياد أو التدويل لا تجد الآذان الصاغية لدى فئات محددة من المجتمع اللبناني، فلتتفضل هذه المجموعات وتطرح ما تراه مناسباً لإخراج اللبنانيين من أزماتهم التي طالت وتعقدت الى درجة باتوا يعتقدون أنهم فعلاً وسط الجحيم. وليتم وضع جميع الأفكار على الطاولة ويصار الى بحثها بعمق للتوصل الى مخارج تخدم المصلحة اللبنانية.

ويختم البطريرك نفاع مذكراً أن البطريرك الراعي يشدد في معظم مواقفه وعظاته على المسؤولين والسياسيين في لبنان بوجوب القيام بدورهم قبل أن يطلبوا من الخارج ان يعمل على حل مشاكلهم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal