هل يضيع دم الطالبة ماغي المحمود بين الوزارات والأجهزة؟!..

خاص ـ سفير الشمال

لم تجف دموع عائلة المحمود على إبنتهم الوحيدة الطالبة ماغي المحمود التي قتلت بإنهيار حجر على رأسها في صفها في مبنى الأميركان الذي يضم ثانوية القبة الرسمية الثانية، فيما ما تزال زميلتها الطالبة شذا درويش طريحة الفراش في إحدى المستشفيات بانتظار التأكد من الأضرار الجسدية التي لحقت بها جراء هذا الحادث الأليم الذي ينم عن إهمال لا يمكن أن يمر من دون محاسبة.

حتى الآن، لا يبدو أن ثمة جدية في تحديد المسؤوليات، حيث الكل يتهرب ويتبرأ من مقتل الطالبة البريئة التي يُخشى أن يضيع دمها بين الوزارات والأجهزة المعنية، خصوصا أنه حتى الآن لم يتم توقيف أحد أو الشروع في معاقبة مسؤول عن هذه الفاجعة.

من المعروف أن مبنى الأميركان هو أثري الطابع كونه بني في أواخر القرن الثامن عشر على يد البعثة الانجيلية، وبعد تحول وجهة إستخدامه من صرح تعليمي الى مركز أمني للمخابرات السورية وتعرضه للقصف المباشر وتصدعه، عمل السيندودس الانجيلي بعد خروج القوات السورية منه الى بيعه، حيث عمل مالكه الجديد على ترميمه ومن ثم تأجيره الى وزارة التربية التي يفترض بها بحسب الأصول أن ترسل لجنة فنية للكشف على المبنى قبل إدخال الطلاب إليه.

واللافت أنه طُلب من وزارة الثقافة إعداد تقرير تقني بإعتبار أن المدرسة هي معلم ثقافي أثري ولا يمكن ترميمه إلا بإشراف مديرية الآثار، لكن الوزارة أحالت الموضوع الى وزارة التربية كون المبنى يُستخدم كثانوية رسمية، مما يشير الى تقاذف مسؤوليات يمنع حتى الآن الكشف عن المسؤولين الذين تسببوا بهذه الكارثة إما عن إهمال أو عن سوء تقدير، في حين يُحمّل بعض المعنيين المسؤولية الى مالك المبنى والمهندس المشرف على أعمال الترميم، ورغم ذلك فإن أحدا لم يعاقب في وقت هناك طالبة فيه باتت تحت التراب وأخرى غير قادرة على الحركة بإنتظار خضوعها لمزيد من العمليات الجراحية.

وفي هذا الاطار، يطالب العديد من أبناء طرابلس لا سيما في جبل محسن والمحيطين بعائلة الضحية ماغي المحمود الوزارات المعنية والأجهزة المختصة بتحديد المسؤوليات لمعرفة من هو المسؤول عن مقتل إبنتهم، مؤكدين رفضهم المطلق بأن يضيع دم إبنتهم بين الوزارات والأجهزة ومحذرين من تمييع التحقيق ومن أن يصار الى طيّ هذا الملف من دون حساب أو عقاب، لأن عواقب ذلك ستكون وخيمة.

في غضون ذلك، سارعت وزارة التربية الى نقل طلاب مدرسة الأميركان الى تكميلية القبة الرسمية، فيما تم نقل طلاب مدرسة البستاني المتصدعة والآيلة للسقوط الى مدرسة أبي فراس الحمداني، وذلك الى حين الكشف على المدرستين مجددا والمباشرة بترميمهما..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal