ناخبو المستقبل.. هل سيقترعون ولمصلحة من؟… عبد الكافي الصمد

مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية المقرّرة في 15 أيّار المقبل، تتزايد الأسئلة وتتشعب حول ماذا سيفعل الناخبون المنتمون إلى تيّار المستقبل، وهل أنّهم سوف يلتزمون قرار زعيم التيّار الرئيس سعد الحريري بالمقاطعة، أم أنّهم لن يستجيبوا له وسيشاركوا في عملية الإقتراع، وهل أنّ مشاركتهم ستكون جزئية أم واسعة، إضافة إلى السؤال الأساسي وهو: لمن سيقترعون من بين المرشّحين الكثر المحسوبين على التيّار الأزرق، أو المقرّبين منه، أو الذين يطمعون في الحصول على أصواتهم من أجل الوصول إلى الندوة البرلمانية؟

من خلال مراقبة التطوّرات والمواقف منذ إعلان الحريري عدم ترشّحه ولا مشاركة تيّار المستقبل في الإنتخابات النيابية المقبلة، تبين أنّ كتلة الناخبين المؤيدة للحريري وتيّاره ستتوزع على أربع جهات، كالتالي:

أولاً: لا شكّ في أنّ هناك فئة وازنة من النّاخبين المؤيدين لتيّار المستقبل ستقاطع العملية الإنتخابية ولن تشارك، إلتزاماً بقرار رئيسه، وهذه الفئة تتمثل في المنتمين حزبياً إلى التيّار، وفي مؤيدين متعاطفين معه في الوسط السنّي، ما سيؤدي وفق تقديرات مختلفة إلى انخفاض نسبة المشاركة وتراجعها بين الناخبين السنّة، بشكل سيعيد إلى الأذهان مقاطعة الناخبين المسيحيين إنتخابات 1992، مع الأخذ بعين الإعتبار الفارق في الظروف والنسب والنتائج.

ثانياً: عندما رفض نواب حاليين وسابقين وحزبيين منتمين إلى تيّار المستقبل قرار الحريري بالعزوف عن الترشح، أمثال النواب الحاليين وليد البعريني ومحمد سليمان وهادي حبيش والنائب السابق خالد ضاهر في عكار، والنائبين عثمان علم الدين في المنية وسامي فتفت في الضنية والنائب السابق مصطفى علوش في طرابلس، وغيرهم، فإنهم عوّلوا على مشاركة ناخبين مؤيدين للتيار في الإقتراع لهم، تحت شعار عدم إفراغ الساحة السنّية أمام آخرين، سواء من الحلفاء أو الخصوم، ويبدو أنّ هذه الدعوة لقيت إستجابة ما من قبل بعض الناخبين الزرق، إلا أنّه ليس معروفاً بعد حجمهم ونسبة مشاركتهم المتوقعة.

ثالثاً: أبدى أكثر من حليف لتيّار المستقبل طمعهم في الحصول على أصوات ناخبي التيار في مختلف الدوائر، من أجل تعزيز حظوظهم الإنتخابية والفوز بمقاعد نيابية يواجهون فيها خطر فقدانها أو عدم الفوز بها، خصوصاً أنهم كانوا في دورات سابقة يصلون إلى المجلس النيابي على خلفية دعم النّاخبين الزرق لهم بإيعاز من قيادة التيّار الأزرق.

ولكن هؤلاء الحلفاء ليسوا على مستوى واحد اليوم، فبعضهم تحوّل إلى خصم لدود مثل القوات اللبنانية المتهم رئيسها سمير جعجع من قبل تيّار المستقبل وقيادته بـ”الغدر” بالحريري، وأيضاَ الوزير السابق أشرف ريفي، وحلفاء آخرين كالحزب التقدمي الإشتراكي العلاقة معه هذه الأيام باردة، بينما تحوّل خصوم سابقين إلى حلفاء مثل تيّار المردة. ويرجّح البعض أنّه إذا أُعطيت إشارة زرقاء ما لهؤلاء فإنّهم سيقترعون ضدّ لوائح هؤلاء الحلفاء الذين انقلبوا عليهم.

رابعاً: بعدما بات الناخبون المؤيديون والمتعاطفون مع تيّار المستقبل بلا قيادة توجّههم كما جرت العادة سابقاً، فقد بات هؤلاء محل طمع مختلف المرشّحين في أغلب الدوائر الإنتخابية بلا استثناء، من حلفاء وخصوم ومستقلين ومرشحين قدامى وجُدد، خصوصاً من قبل متمولين يقدّمون الخدمات والمال لهم، ويتناتشون أصواتهم على أمل أن تصبّ لمصلحتهم الإنتخابية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal