إنتخابات طرابلس أسيرة التخبط.. عندما يقرّر ميقاتي يبدأ الجدّ!… غسان ريفي

على مسافة أسبوع من إقفال باب الترشيح للانتخابات النيابية، تعيش طرابلس على وقع سلسلة من الشائعات يتسلى مطلقوها في الوقت الضائع، بنسج تحالفات، وتشكيل لوائح، وجمع “الشامي على المغربي”، الى حين إنتهاء فترة الانتظار، بإعلان الرئيس نجيب ميقاتي موقفه النهائي من هذا الاستحقاق سواء ترشيحا على المستوى الشخصي، أو دعما للائحة، عندها يبدأ الجد، وتنطلق الحملات والاتصالات والتحالفات بشكل فعلي بالتزامن مع إكتمال المشهد الانتخابي في المدينة.

في طرابلس، لوائح كثيرة إفتراضيا، وتخبط كبير وضياع غير مسبوق، حيث لا يمتلك أي مرشح مهما علا شأنه أو بلغ حجمه صورة واضحة، لا عن لائحته، ولا عن تحالفاته، ولا عن كيفية إدارة معركته الانتخابية، وذلك في ظل ضبابية لا مثيل لها تحجب الرؤية، بانتظار أن يتبين الخيط الأبيض ومن الخيط الأسود من الموقف الذي سيتخذه الرئيس ميقاتي.

لا تشبه إنتخابات أيار سابقاتها لا سيما في طرابلس، فلا صور ولا يافطات، ولا لقاءات مفتوحة ولا حملات إعلانية ولا حماسة للترشيح، بل تحركات خجولة على المستويات الشخصية وضمن دوائر ضيقة جدا، حيث يحرص كل من المرشحين الى عدم إتخاذ أي موقف حتى لا ينعكس على تحالفاته المستقبلية التي ما تزال صورتها مجهولة، بل يكتفي بـ”العزف المنفرد” على وتر حب طرابلس وأهلها ورفض حرمانها، والتغني بتاريخها ونضالاتها، وهي شعارات فارغة لا تسمن ولا تغني من إنماء أو تنمية.

يلوح في أفق طرابلس بشكل مبدئي، تشكيل سبع لوائح إنتخابية، تحتاج في حال أبصرت النور الى 35 مرشحا سنيا والى 14 مرشحا سنيا في الضنية والى 7 مرشحين سنة في المنية، وهذا الأمر لا يبدو أنه سيتوفر خلال الأيام السبعة المتبقية من مهلة الترشيح، لذلك، فإن الطموحات قد تنخفض الى ما دون سقوفها، وتتحول الى إئتلافات أو تحالفات إنتخابية تقلص من عدد اللوائح الى خمس على الأقل، خصوصا أن بعض الذين طرحوا أنفسهم كحالات تغييرية بشعارات “إكمال المسيرة السياسية” أو “جسر العبور الى الجمهورية الثالثة” وغيرهم ممن فقدوا وهجهم قبل أن يقدموا ترشيحهم، ما زالوا يجدون صعوبة في الوصول الى تحالفات وفي تشكيل لوائح، ما قد يضطرهم أخيرا الى الالتحاق بلوائح أخرى.

وبانتظار أن تتبلور هذه الاتصالات، فإن الرئيس ميقاتي ما زال يتحصن بالصمت حيث من المرجح أن يعلن موقفه النهائي في الأيام القليلة المقبلة، لكن مهما كان هذا القرار، فإن ميقاتي لن يكون بعيدا عن الإنتخابات في الشمال خصوصا أن لديه عدد من المرشحين هم بالنسبة إليه من المسلمات، وكل ما يشاع غير ذلك، فهو لا يمت الى الحقيقة بصلة.

أما النائب فيصل كرامي الذي يتحالف مع رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في الشمال الحاج طه ناجي ويجري سلسلة إتصالات مع مرشحين لتشكيل لائحته، ما يزال يواجه أزمة قرار النائب جهاد الصمد الذي يتمسك بشروطه وما يزال بحسب مقربين منه يدرس خياراته وأرقامه التي قد تبدل من وجهته الى لائحة أخرى.

وتشير المعلومات الى أن الحديث بين اللواء أشرف ريفي والقوات اللبنانية لم يتبلور تحالفا إنتخابيا، حيث ما يزال الطرفان يدرسان مصلحة كل منهما في هذا التحالف الذي قد يشكل حساسية طرابلسية.

وبالنسبة للتيار الوطني الحر فهو يحاول أن يعيد كرّة إنتخابات 2018 عندما شكل لائحة غير مكتملة، وهو حتى الآن لم يحرك ساكنا بشكل علني بل يجري سلسلة إتصالات مع مرشحين ومع مشاريع مرشحين لكنه لم يتوصل الى أي صيغة واضحة..

وفي هذا الاطار ما يزال المجتمع المدني أو إئتلاف طرابلس “إنتفض” يتخبط، حيث ما يزال إشكال الرابطة الثقافية الأخير يرخي بثقله عليه، خصوصا أن الشرخ بين مكونات الائتلاف يتسع، وبحسب العارفين فإن السبب هو تعاطي بعض المرشحين بفوقية، فضلا عن إنعدام التنسيق حيث يوجد طامحين للانتخابات أكثر بكثير من عدد المقاعد في الدائرة الثانية، وبالتالي فإن الانقسام بين هذا الائتلاف بات واقع حكما نتيجة رفض أي مرشح إفساح المجال للآخر، ما قد ينتج عنه لائحتين.

أما “المنشقين” عن “تيار المستقبل” فيبدو أن التنسيق سيكون على قدم وساق مع الرئيس فؤاد السنيورة، بما قد يؤدي الى تشكيل لائحة يكون على رأسها الدكتور مصطفى علوش وبعض الناشطين السابقين في التيار الأزرق، ومن المفترض أن تكون نواة هذه اللائحة محط أنظار بعض المعارضين للرئيس سعد الحريري وخصوصا القوات اللبنانية، أو بهاء الحريري الذي لم يحرك ساكنا حتى اليوم، كما أن تبنيه أي من هؤلاء المرشحين من شأنه أن يفقده مصداقيته كونه أعلن مرارا وتكرارا أنه لن يتعاطى مع أي جهة لها علاقة بالمنظومة السياسية، كما يُتوقع أن تواجه هذه اللائحة سواء كانت بمفردها أو دخلت في تحالف حربا عنيفة من كوادر تيار المستقبل الذين يضعون “المنشقين” على لائحة الخونة للرئيس الحريري.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal