الجماعة.. نحو تفاهمات إسلامية للترشّح في تسع دوائر!… غسان ريفي

تشهد الجماعة الاسلامية ورشة داخلية ناشطة إستعدادا للانتخابات النيابية المقبلة، حيث تأخذ على عاتقها العمل على لملمة الساحة الاسلامية ومنع تشرذمها أو تشتتها إنتخابيا، خصوصا بعد الفراغ الذي تركه قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي مع “تيار المستقبل” وعدم خوض هذا الاستحقاق الذي يحتاج الى تفاهمات على أكثر من صعيد تسعى الجماعة إلى نسجها، في محاولة منها  لسد بعض هذا الفراغ إذا كان ذلك ممكنا، خصوصا أنها سبق وخاضت بعض التجارب الناجحة منذ العام 1992، وهي ما تزال تحتفظ بحضورها ضمن بيئتها وتلقى قبولا في البيئات السياسية والطائفية الأخرى.

تعمل الجماعة منذ نحو شهرين على التواصل مع شخصيات وسطية ذات خلفية إسلامية أو متناغمة مع ساحتها، ومع ممثلين عن تيارات وجمعيات وهيئات إسلامية تربوية إجتماعية وخيرية، لتشكيل فريق من المرشحين يمكن أن يخوضوا الانتخابات سواء ضمن لوائح خاصة من دون أن تحمل إسم الجماعة أو إسم أي تيار إسلامي، أو ضمن تحالفات سياسية وإنتخابية في لوائح مشتركة مع بعض التيارات والأحزاب التي يمكن أن تتعاون مع الساحة الاسلامية.  

تشير المعلومات الى أن الصورة الانتخابية بدأت تكتمل لدى الجماعة لا سيما على صعيد المرشحين، وأن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بوضع اللمسات الأخيرة تمهيدا لاعلان أسمائهم بداية وهذا مرجح بعد منتصف شباط الجاري، ومن ثم البدء بالاتصالات للدخول في تحالفات ضمن اللوائح التي يمكن التعاون معها.

وتؤكد المعلومات أن صيغة الجماعة والشخصيات المتحالفة معها تسعى الى خوض الانتخابات في تسع دوائر تضم مرشحين سنة في حال كان ذلك ممكنا، باستثناء دائرة حاصبيا ـ مرجعيون، وأن لا “فيتو” على أي تيار أو حزب سياسي شرط أن يلقى قبولا ضمن الساحة الاسلامية وأن لا يكون مستفزا لها، في حين لا تستبعد مصادر مطلعة أن الجماعة التي تحرص منذ فترة على “صفر خلافات سياسية”، قد تتعاون مع رؤساء الحكومات ودار الفتوى، أو مع مرشحين محسوبين على المستقبل، أو مع المجتمع المدني أو بعض الشخصيات المستقلة، كما لا تستبعد نسج تحالف إنتخابي مع حزب الله في الدوائر المشتركة، خصوصا أن العلاقات بين الجماعة والحزب لم تنقطع حتى في عز الخلاف وبقيت دوائر الحوار مفتوحة، علما أن الجماعة كانت وما تزال تعتبر حزب الله خصما في السياسة، وبالتالي فإن التعاون الانتخابي معه يبقى ممكنا.

وتقول هذه المصادر: إن الحركة الانتخابية الناشطة للجماعة الاسلامية والشخصيات المتحالفة معها، تتوافق مع حركة الرئيس نجيب ميقاتي ورؤساء الحكومات ودار الفتوى للحؤول دون مقاطعة الانتخابات، ولعدم ترك الساحة السنية للفراغ خصوصا أن الطبيعة لا تقبل الفراغ، ولعدم السماح بشرذمة الساحة الاسلامية أو إستضعافها، لافتة الى أن الجماعة وضعت تصورا لخوض الانتخابات في تسع دوائر، لكن الأمور مرهونة بالقدرات والامكانات وبتوفر التحالفات الجيدة في كل دائرة، حيث لن تخطو الجماعة أية خطوة لا تتوافق مع رأي بيئتها أو تخالف مبادئها وتوجهاتها، ولو أدى ذلك الى تقليص عدد الدوائر التي ستخوض فيها الانتخابات.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal