توقيع اتفاقية توأمة بين بلديتي قونيا وطرابلس في تركيا

وقع رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ورئيس بلدية قونيا الكبرى أوغور إبراهيم ألطاي اتفاقية توأمة بين البلديتين وذلك خلال الاحتفالية السنوية لإحياء ذكر وفاة العلامة جلال الدين الرومي صاحب ومؤسس الطريقة المولوية في العام 748، والتي أقيمت في قونيا بحضور تركي ودولي.

حضر حفل توقيع الإتفاقية من الجانب التركي سكرتير عام البلدية أرجان أوسلو ورئيس دائرة الشؤون الدولية والثقافية والاجتماعية سليم غولاتش، ومن جانب بلدية طرابلس حضر رئيس لجنة الآثار والتراث والسياحة البروفسور خالد عمر تدمري، وعضوا المجلس البلدي  رئيس لجنة العلاقات العامة الأستاذ محمد تامر والدكتور زاهر سلطان.

ألطاي

وتحدث رئيس بلدية قونيا عن “العلاقة التي تربط طرابلس بقونيا”، وعبر عن سعادته كونه كان “صاحب النصيب في توقيع إتفاقية الأخوة بين المدينتين بعد طول انتظار”، وقال: “إن بلدية قونيا الكبرى كانت قد قررت ان تكون مسؤولة بشكل مباشر على كل التكايا المولوية المنتشرة في أنحاء العالم خارج تركيا، وأن البلدية حققت إنجازات كبيرة على كل الصعد وهي بصدد تنفيذ المشاريع الضخمة واستقبال الفعاليات الدوليك الكبرى، ومنها استقبال الأولمبياد الإسلامي الرياضي الذي سيقام في شهر أب من العام 2022″، ووجه في هذه المناسبة دعوة إلى “مدينة طرابلس للمشاركة فيها عبر ارسال الفرق الرياضية والرياضيين المتفوقين من الأبطال في هذا الحدث  الرياضي الأولمبيادي الكبير”.

كما نوه رئيس بلدية قونيا الكبرى بدور الجامعات في التربية والتعليم، موضحا أن “جامعات قونيا تفتح أبوابها للطلاب من مختلف أنحاء العالم، وسيكونون سعداء باستقبال طلاب من مدينة طرابلس، إذ أن هؤلاء الطلاب عند تخرجهم وعودتهم الى بلادهم يضحون سفراء للثقافة والعلاقات المشتركة بين البلدين، كما أننا على إستعداد لتقديم أي دعم تقني وفني ولتبادل الخبرات في أي مجال من مجالات العمل البلدي عبر إتحاد بلديات العالم التركي، الذي يرأسه ألطاي في دورته الحالية، وطرابلس أيضا هي عضو في هذا الإتحاد منذ العام 2009”.

يمق 

بدوره، نقل رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق تحيات أعضاء المجلس البلدي في طرابلس الذي كلفه والوفد المرافق بتوقيع اتفاقية التوأمة، وتحدث عن “عمق العلاقات التاريخية التي تربط المدينتين والعلاقات التجارية التي تربط طرابلس عبر مرفأها النشط مع مدينة مرسين والتبادل التجاري والسياحي والتربوي الواسع مع تركيا”. ونوه “بدور وكالة التنمية التركية – تيكا ودعمها الدائم، وبوقوف الشعب التركي ومؤسساته الرسمية والشعبية، كما السفارة التركية في لبنان، الى جانب طرابلس وبلديتها، لاسيما وان سفير تركيا سارع في زيارة بلدية طرابلس عقب تعرضها لحادثة إحراق مبناها التاريخي في العام المنصرم عارضا المساهمة في رفع آثار الضرر الذي لحق بها”.

وتحدث عن”العلاقات العميقة التي تربط أهالي وعائلات طرابلس بشكل خاص بتركيا بشكل عام من النواحي التاريخية والاجتماعية، فهناك الكثير من أواصر القربى والنسب بين طرابلس وتركيا، والكثير من الخصائص المشتركة بين المدينتين وهي علاقات كبيرة ومتعددة، ومتمثلة في العدد الكبير من المعالم الاثرية المملوكية والعثمانية ومن بينها التكية المولوية”، متمنيا أن” تكون هذه الإتفاقية هي بداية خير جديد للعلاقات الثنائية والتبادل ودعم العمل المشترك بين البلديتين في المحافل الدولية” موجها دعوة مفتوحة الى” الرئيس ألطاي وفريق عمله البلدي لزيارة طرابلس في القريب العاجل للتعرف عن قرب على شعبها الشقيق”.

وعقب رئيس بلدية قونية الكبرى بعد سماعه كلام يمق، معربا عن” سعادته بعمق العلاقات التاريخية التي يفاخر بها أبناء طرابلس مع تركيا عامة وقونيا خاصة”، مؤكدا أن” توقيع هذه الإتفاقية وإن أتى بعد تأخير تقني هو في محله، وأنه منذ الآن وصاعدا ستزداد الزيارات المتبادلة، وأنهم على إستعداد للمشاركة في أي نشاط أو فعالية تنظمها بلدية طرابلس ومد يد العون في اي من المجالات الخبراتية المرجوة من قبل بلدية طرابلس التوأم”.

بعد ذلك تبادل الرئيسان دروع الأخوة والهدايا التذكارية.

تدمري

وتحدث الدكتور خالد تدمري للوكالة الوطنية للإعلام” فقال: “اتخذت بلدية طرابلس قرارا بإقامة توأمة مع بلدية قونيا التركية منذ العام 2008، فيما اتخذ مجلس بلدية قونيا مطلع عام 2009 قرارا مماثلا حينها، إلا أن الظروف لم تسمح ان يلتقي رئيسا البلديتين لتوقيع هذه الإتفاقية”. أضاف: “اتخذ قرار بلدية طرابلس بناء لاقتراح تقدمت به كرئيس لجنة الآثار والتراث عام 2008 مع بدء انطلاق مشروع ترميم وتأهيل التكية المولوية في طرابلس بهبة من الدولة التركية، حيث يكون لبلدية قونية دورا لاحقا في تنظيم إدارتها ومتحفها باعتبارها البلدية الحاضنة للطريقة المولوية والمدينة التي تضم ضريح العلامة جلال الدين الرومي صاحب هذه الطريقة ومؤسسها، وستساهم البلدية، إضافة الى التبادل في كل المجالات والخبرات والقطاعات سواء منها الصحية والرياضية والثقافية والتعليمية والتقنية وغيرها، ستساهم بشكل مباشر في تحويل هذا الصرح الى متحف للصوفية والى تأهيل وتجهيز كادر بشري من طرابلس لإدارة هذا المتحف والصرح الثقافي الذي يفترض العمل في تنفيذه مع مطلع العام 2022 بعد ان انهى مجلس الإنماء والإعمار مشروع تنظيم محيط التكية المولوية واستحداث الحديقة المجاورة له على ان يتم تجهيز المتحف خلال العام 2022 من قبل وكالة تيكا”.

وتابع: “تم حفل توقيع التوأمة بين البلديتين، الذي صادف في يوم الذكرى السنوية التي تحييها وزارة الثقافة التركية وبلدية قونيا الكبرى وهي مناسبة وفاة العلامة جلال الدين الرومي في الذكرى 748 التي يصاحبها اقامة احتفال دولي ضخم للحلقة المولوية والأذكار الصوفية وهو يقام سنويا في 17 من كانون الأول، وتم توقيع الإتفاقية قبيل صلاة الجمعة في مركز مولانا الثقافي”.

وأوضح تدمري ان” رئيس بلدية طرابلس والوفد اللبناني، قام بالمشاركة في احتفاليتين اقيمتا بهذه المناسبة، الأولى كانت تدشين مشروع ترميم ضريح جلال الدين الرومي من قبل وزارة الثقافة والسياحة، والثاني هو حفل الحلقة المولوية “شبي عروس” للسنة 748، والذي حضره ممثل رئيس الجمهورية رئيس الوزراء السابق والأخير في الجمهورية التركية بن علي يلدريم ووزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، وعدد من الوزراء والسفراء الأجانب، وحشد كبير من المواطنين والسياح والوافدين من مختلف المناطق التركية ومريدي الطريقة المولوية من أنحاء العالم حيث يتسع المسرح ل5 ألاف مشاهد”.

وعلى الهامش جرى لقاء جمع رئيس بلدية طرابلس والدكتور تدمري بالوزير أرصوي وفريق عمله، حيث عرضا العلاقات الثقافية المشتركة التي تربط طرابلس بتركيا، وطرحا عددا من الأفكار والمواضيع التي طالما تم تداولها لجهة دعم عدد من المشاريع التي تظهر هذه القواسم المشتركة والتي سبق ان تداولها وفد المجلس البلدي مع الوفود التركية المتعددة التي زارت بلدية ومدينة طرابلس.

كما زار يمق والوفد المرافق مقر “اتحاد المدن الزراعية” الذي أسسه ويترأسه رئيس بلدية قونيا الكبرى أوغور ألطاي، حيث اطلعوا على عمل وأهداف هذا الاتحاد الذي ضم حتى اليوم نحو 500 بلدية من تركيا ومختلف انحاء العالم الاسلامي، وتلقى دعوة للانضمام اليه والاستفادة من الخبرات التي يقدمها في مجال تطوير الصناعة الزراعية وتنظيم الحدائق.

وفيما يلي نص اتفاقية التوأمة الموقعة بين البلديتين:

“نحن أوغور إبراهيم الطاي ود. رياض يمق وبصفتنا رؤساء بلديات قونيا – تركيا وطرابلس – لبنان، وبهدف توطيد العلاقات المتبادلة بين مدننا و أبنائنا : فإننا نعلن ان مدننا  ” مدن شقيقة “، بهدف تعزيز الروابط بين بلدياتنا ولتحسين الحوار المتبادل، 

تبادل الخبرات والمشاركة في الانشطة المشتركة في جميع الامور التي تدخل في نطاق مسؤولياتنا والتي ستساهم في التنمية المشتركة وتعزيز العلاقات بين مواطنينا.

وفي اطار قواعد الضيافة واحترام التحالفات والعمل في جو من الثقة وروح التضامن، من خلال اتاحة الفرص لجميع مواطنينا للمشاركة في علاقاتنا المتبادلة دون أي تمييز، وفقا للقواعد العالمية للحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون والعلاقات القائمة بين بلديتينا. وقد اتخذت مدننا قرارا بحسن النية حول التعاون في شتى النطاقات كالبنية التحتية والثقافة والرياضة والسياحة والتعليم”.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal