مئات الطلاب يحرمون من التسجيل في الجامعة

صدر عن طلاب طلبات الاسترحام في الجامعة اللبنانيّة البيان التالي:

بينما تعيش الفئات اللبنانية على اختلافها أزمات حادة في مختلف المجالات، بما فيها القطاع التربوي والجامعي. يواجه المئات من طلاب جامعتنا الوطنية خطر التشريد، بسبب القرارات المبهمة وغير الواضحة التي اتخذتها إدارة الجامعة وتحديدا ما صدر من بيان عن الاجتماع الأخير الذي ضم رئيس الجامعة وعمداء الجامعة، تحت شعار البحث في موضوع طلبات الاسترحام المقدمة من قبل الطلاب المنقطعين للتسجيل للعام الجامعي 2020.

أولاً: إننا نحن الطلاب المعنيون بهذا الملف نجد أنَّ هناك انتهاكاً صريحاً لحقوقنا كطلاب، بمنعنا من مواصلة تعلمنا، ما يخالف الحقوق الأساسية لأي مواطن لبناني، والتي كفلها الدستور والقوانين والأعراف، تحت حجج واهية وغير مبررة، ولا تراعي الظروف الصعبة جداً التي يعاني منها طلاب الجامعة اللبنانية تحديداً، أبناء الطبقات الفقيرة وصغار الكسبة والفقراء وصغار الموظفين والعسكريين، في تحد واضح لإرادة المئات منهم في أن يواصلوا دراستهم حتى ينهوا سنواتهم الدراسية لينطلقوا بشرف واعتزاز إلى سوق العمل.

ثانياً: من الواضح تماماً أن هذا القرار غير المبرر ناتج عن املاءات مفروضة من جهات نافذة، تتقاذف المسؤوليات فتحمل كل جهة الأخرى المسؤولية، وتتنصل الثانية من هذه المسؤوليات ومن القرار المجحف وغير العادل وغير المنصف، و الذي يظهر الخضوع لهذه الاملاءات دون تبيان الأسباب الحقيقية لهذه القرارات، والإشارة الحقيقية لأصحاب المسؤولية، التي تردد أنها قرارات صدرت عن وزير التربية والتعليم العالي.

ثالثاً: في إطار متابعة هذه القضية العادلة، تواصلنا مع كافة الجهات المعنية من نواب ومسؤولين تربويين، الذين نشكر بعضهم لحمل هذه القضية، فيما البعض الآخر انساق وراء التبريرات المخادعة التي صدرت تحت هذه الحجة أو تلك.

رابعاً: من حيث توقيت القرار والذي تم استغلال جائحة كورونا لإصداره، نذكر أن الجامعة اللبنانية وفي بعض كلياتها هي جامعة انتساب، وبالتالي كانت الأمور في السابق غير مقيدة بزمن وتوقيت، باعتبار أن الكثير من طلابها هم من المهاجرين للعمل في الخارج، أو الذين يزاولون أعمالاً لكسب قوت عيشهم، أو من الذين يعانون من أزمات إنسانية، كانت تضطرهم قسراً بحكم الضائقة الاقتصادية لعدم تمكنهم من اكمال دراستهم وانقطاعهم.

خامساً: إن الإشارة في البيان الصادر عن الجامعة، حول الاستثناء في هذا العام 2020-2021 للتسجيل على ان لا تتجاوز المقررات المتبقية ل للطلاب 72 رصيدا، أو الذين استفادوا من طلبات استرحام سابقة سوف يسمح لهم استثنائيا بالتسجيل للعام الدراسي الحالي، على ان لا يتجاوز عدد المقررات 60 رصيدا، كل هذه المقررات تظهر أنه بالإمكان تجاوز الواقع، ومسألة الأرصدة الحالية لجملة من الأسباب، ومنها:

واقع الحال المعيشي السيء للبنانيين ومعاناتهم، لتأتي هذه القرارات لتصب الزيت على النار، وتصب أيضاً في إطار سياسة التجويع والتشريد والتجهيل التي تمارس من قبل جهات لا ترى إلا مصالحها الضيقة، ومصالح من تمثل، ولا تتطلع إلى مصلحة اللبنانيين والطلاب الشرفاء.

لقد اضطرت جائحة كورونا الكثير من طلابنا للبقاء مع أهلهم وذويهم، يتسكعون في المستشفيات لإعانة أهاليهم ومساعدتهم، خصوصاً أنَّ بعضهم ليس لديه من يهتم به، ومنهم من فارق الحياة، فاضطروا للانقطاع بسبب أوضاعهم ذويهم، ولتزامن الامتحانات مع مأساتهم الإنسانية بفقدان المعيل والأب أو الأم.

ليس صحيحاً ما تسوقه بعض الأوساط المشبوهة، أن التسجيل ناتج عن رغبة البعض للحصول على الضمان الاجتماعي، كما أن بعضهم حاصل على 106 أرصدة، وسمح لهم في السابق بالتسجيل.

الأخطر من ذلك أنكم في الجامعة أعلنتم عن بداية التسجيل في 8 أيلول المنصرم، وبعض الطلاب كان قد تسجل ولم يكن قد صدر قراركم بعد، بالرغم من أن قراركم الميمون المتعلق بالـ 120 رصيد قد صدر في شهر كانون الأول عام 2020، أي بفارق زمني تجاوز الأربعة الأشهر وبالأمس فقط أي 11 شباط 2021 قد صدر قراركم بصفة رسمية.

نؤكد أنه لم نعدم وسيلة للتواصل مع الجميع لحل هذه الإشكالية لكن لا حياة لمن تنادي.

أمام واقع الحال فإننا نحن الطلاب المحرومون من جامعتنا الوطنية ندعوكم للتراجع عن قراركم، والوقوف إلى جانب هذه القضية، والتي تثير موجة سخط عارمة في الوسط الطلابي ووسط أهالي الطلاب الذين يجدون فيه تظلماً وغبنا يضاف إلى سلسلة المظلوميات التي يتعرض لها الشعب اللبناني على أيدي طبقته السياسية.

ختاماً اننا نضع هذه القضية بين أيدي الرأي العام ونقابات المحامين في بيروت والشمال، والنقيبين محمد مراد وملحم خلف، وأعضاء لجنة التربية النيابية، والنواب الذين تبنوا هذه القضية لمتابعتها والوصول إلى بر الأمان، كما نضعها بين أيدي الصحفيين والإعلاميين ووسائل الاعلام التي وقفت إلى جانب الجامعة وطلابها.

ونؤكد أننا أمام سلسلة واسعة من التحركات سنعلن عنها تباعاً إذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا ولن نتازل عن حقنا في التعليم .


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal