نديم الجميل يقرأ جيداً تاريخ العلاقة مع بعبدا؟ … مرسال الترس

هل يستطيع النائب المستقيل نديم الجميل (ومن خلاله الى بكركي) أن يحدد الفترة التي سيبقى فيها رئيس الجمهورية في لبنان مارونياً؟

سؤال طرحه العديد من المتابعين على النائب الكتائبي بعدما استمعوا إليه في إحدى طلاّته التلفزيونية هذا الأسبوع عندما قال: عند اجتماعي بالبطريرك الماروني بشارة الراعي طلبت منه رفع الغطاء المسيحي عن رئيس الجمهورية لأن وجوده بلا فعالية يضر بلبنان والمسيحيين والوضع الإقتصادي”!

وفق معظم المراقبين أن الكلام المشار اليه لم يكن انعكاساً لموقف إنفعالي طارئ خرج سهواً من فم نائب ينتمي إلى حزب ذات أغلبية مسيحية، ومارونية بالتحديد، وإنما هو إنطلاقاً من تاريخ حزب يتخذ شعار(الله، الوطن، العائلة) تنقّل خلال العقود الستة المنصرمة من أن يكون “حزباً للسلطة” في بعض العهود، لينقلب إلى رأس حربة في التصويب على هذا الرئيس أو ذاك لغايات في سياساته!

فالشيخ بيار الجميل (أبن العائلة الفلسطينية الأصل والمصرية النشأة) الذي وصفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول: “إنه رجل وطني عظيم ولكنه في السياسة لم يكن مجليًا وساحرًا”. أسّس حزب الكتائب عام 1936 كحركة شبابية، إثر زيارته المانيا النازية كرياضي. ثم تحول الى حزب سياسي عام 1952. ولم يتذوق طعم السلطة الاّ في العام 1958 حين عيّن لأول مرة وزيراً للأشغال العامة في مطلع عهد الرئيس فؤاد شهاب الذي أراد الإتكاء على أكبر حزب مسيحي بعد الثورة التي انطلقت في عهد سلفه الرئيس كميل شمعون.

وخلال إثنتي عشرة سنة من الحكم الشهابي بين عامي 1958 و 1970 دخل الشيخ بيار ثمانية عشرة مرة الى التشكيلات الوزارية. وصحيح ان حزبه قد تسلم عدة مقاعد وزارية في العهود اللاحقة ولكنه لم يكن بالزخم الذي كان برعاية الرئيس المؤسس. وباستثناء عهد نجله امين الذي وصل الى قصر بعبدا عام 1982، فان حزب الكتائب كان يتعاطى مع رؤساء الجمهورية وكأنه غريب عن الدار فهو كان أول المطالبين بدعوة الرئيس سليمان فرنجية إلى الاستقالة، وكذلك فعل مع الرئيس العماد اميل لحود حين تم رفع شعار “فلّ”، وها هو يعيد الكَرّة مع الرئيس العماد ميشال عون!

فإذا كان نائب الأشرفية قد أبلغ المشاهدين بما فاضت به اقتراحاته “الجبارة” (بغض النظر عن الموقف من أداء رئيس الجمهورية الحالي) فإنه لم يُبلغهم عن رد سيد بكركي على هذا الطرح، وعمّا اذا كان ايجابياً أو سلبياً، أو أنه طلب منه عدم التوغل في طرح مثل هذه المسألة الحساسة في تركيبة الحكم في لبنان!

ومع الإستنتاجات المتكررة بامكانية سحب البساط من تحت أرجل الموارنة إزاء هذا الموقع. هل سيتذكر الشيخ نديم أنه إبن إحدى أشهر العائلات السياسية في لبنان، وأن عمه الرئيس أمين قد تشبث بكرسي الرئاسة حتى آخر لحظة من عهده، وكذلك فعل كل الرؤساء الذين سبقوه أو تبعوه. أم أنه سيبقى “مقتنعاً” بعنوان سياسي يعرف جيداً أنه لن يحقق فيه أي نصر؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal