تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

يستغرب اللبنانيون باستمرار ولاسيما أثناء الأحداث الأمنية والصراعات (التي تحوّلت إلى  ضيف شبه دائم في حياتهم منذ الاستقلال وحتى يوم السبت الفائت)، كيف أن السلطة في لبنان كانت دائماً تتعامل مع الأحداث بصيغة “تجهيل الفاعل” وتحديداً في القضايا الحسّاسة، منعاً لإثارة هذه الفئة أو تلك. وهو الأمر الذي سمح للمستفيدين من تلك الأحداث على حساب أمن اللبنانيين وعيشهم (أو من يُطلق عليهم عادة تسمية الطابور الخامس) الاستمرار في زرع سمومهم، وزيادة نشاطهم كلما وجدوا أن ذلك يخدم أهدافهم في رفع وتيرة شرذمة اللبنانيين وتعميق الشرخ فيما بينهم.

فاذا كانت تلك السلطة تعتقد أنها تتذاكى على اللبنانيين، من أنها تعرف جيداً من يقوم بتلك الأفعال ولا تُخبر أهل الوطن، فلتدرك أن اللبنانيين أذكى من السلطة بكثير لأنهم دائماً يتعرفون على من يقف وراء إشعال الفتن. لأنهم كانوا وما زالوا يتابعون آداء تلك السلطة كيف أنها تتباهى بأنها تكشف في أقل من أربعٍ وعشرين ساعة أي سارق لـ “رغيف خبز” أو “دجاجة” لإطعام أولاده. فكيف لها أن تُقنع رعاياها بأنها لم تستطع التوصل إلى معرفة خيوط الجرائم الكبيرة، ومنها على سبيل المثال إغتيال الرؤساء والقادة وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية!

أما إذا كانت تلك السلطة لا تدري فعلاً من يفتعل الجرائم على أنواعها فتلك مصيبة. لأنها وفي كل المراحل كانت ترصد الجزء الأكبر من ميزانياتها (المعلنة والسرية) على بناء قواها الأمنية بحجة أنها حريصة على أمن أهل البلاد. ولكن يبدو أنها كانت حريصة على حماية مصالحها قبل أي شيء آخر. ولذلك فقط سحب اللبنانيون ثقتهم الفعلية من تلك السلطات وباتوا يبيعونها من بضاعتها من أجل تمرير أساليب عيشهم بإقل قدر من الخسائر. ولذلك أيضاً برع اللبنانيون في إستبدال ولاءاتهم عند كل هبة ريح إما من أجل المال أو من أجل تمرير مطالبهم. والسياسيون يعرفون ذلك جيداً جداً!

لقد عَلَّق اللبنانيون آمالاً كبيرة على حكومة الرئيس حسّان دياب بإعتبارها مختلفة عن الآخرين، ولكن ما ظهر في الأيام المئة الأولى لا يدع اللبنانيين في إطمئنان على الأقل بالنسبة لأمرين: مكافحة الفساد عبر قضاء مستقل وغير مسيّس، وأسعار الدولار والغلاء. فإذا لم تسع لتصويب البوصلة، فالتاريخ لن يرحم وسيحيل الجميع إلى بؤرة النسيان، ولذلك عليها إتباع أسلوبين: أما أن تكون إستشهادية لا يرعبها تهديد أجوف أو إطلاق رصاص طائش، أو تسير في ركب من سبقها وعندها سيقول اللبنانيون:”كما حنا كما حنين”، أو أي مثل آخر يُعبّر عن قرفهم!…


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal