إنفجار مرفأ بيروت غطى المفسدين.. والمبادرة الفرنسية عوّمتهم! … مرسال الترس

بعد أربعة وخمسين يوماً على إنفجار بيروت الكارثي وأربعة أسابيع على إطلاقه مبادرته الإنقاذية للشعب اللبناني ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعلن سقوطه في قعر السياسة اللبنانية وليتهم جميع المسؤولين والسياسيين في لبنان بـ “الخيانة”، من دون أن يريد أن يعترف بان ما بناه الفرنسيون قبل مئة عام على يد احد جنرالاتهم هنري غورو، لن يقوى أحد رؤسائهم على إعادة ترتيبه وفق ما يراه مناسباً، لأن الحجارة التي تم الإتكاء عليها قبل قرن كامل قد تغيرت وتبدلت ولم تعد مطواعة بالشكل الذي يرغبه رئيس كانت بلاده تستعمر الشعوب، وباتت تفتش عن دور في هذه القارة أو تلك، أو على ضفاف هذا البحر أو ذاك.

وبانتظار ما سيصيب تلك المبادرة واللبنانيين من صُداع الى حين صدور نتائج الانتخابات الاميركية، كان واضحا للمراقبين والمتابعين أن الإنفجار الذي أدمى قلب العاصمة اللبنانية قد ساهم في تكوين ما يكفي من غُبار لتغطية الفاسدين وناهبي الدولة الذين غابوا عن إهتمامات اللبنانيين الذين إنشغلوا بلملمة صدمتهم، فيما إهتم العالم بتقديم المساعدات العينية لهم. في حين كان اهل الفساد يرقصون في مخابئهم فرحاً بأن الحناجر التي صوّبت عليهم في السابع عشر من تشرين الأول الماضي قد تشتّتت وباتوا إلى حدٍ ما بمأمن من غضب الناس الذين انصرف تركيزهم إلى شؤون أمنية ومعيشية.

وعندما جاء الرئيس الفرنسي إلى بيروت ليعلن عن “حكومة مهمة” تركز اهتمامها على الاصلاحات ودفع عجلة بعض القطاعات الأساسية كالكهرباء وسواها، عَمِل أهلُ الريبة على “طحنها وعجنها” ودفعها بعيداً عن :الفرن” القادر على تحويلها الى “خبز نقي” يساعد اللبنانيين على إلتماس البداية للخروج من الأزمات المالية والأجتماعية والمعيشية التي تُدمر مستقبل أولادهم.

في غضون ذلك، أين أهل الحراك الذين نزلوا في الخريف للإحتجاج على زيادة بضعة سنتات من الدولار الأميركي على إتصالاتهم الخليوية، وها هو الدولار الأميركي يصل إلى عشرة الآف ليرة لبنانية والحبل على جرار المستفيدين بدون أفق؟.

وأين هم اللبنانيون الذين أطلقوا الشعارات الرنانة لمحاسبة جميع الفاسدين دون استثناء، وها هم اليوم بصدد التفتيش عن ربطة خبز أو صفيحة بنزين، أو دفتر لمدرسة؟.

وأين هم منتسبو منظمات المجتمع المدني الذين قطعوا الطرقات واستنكروا تصرفات السياسيين والمسؤولين في تقاسم الحصص، وهم يتكدسون أمام السفارات والقنصليات مع عائلاتهم للتفتيش عن ملجأ، غير آبهين بما سيؤول إليه الوطن؟.

يبدو أن اللبنانيين ينتظرون الخارج ليفتش لهم عن حل فيما هم قادرون على التوافق على أي مخرج ينقذهم من مصالح الخارج واستراتيجياته.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal