حسان دياب يتذاكى على اللبنانيين: تخلوا عن دولاراتكم!… غسان ريفي

تستمر حكومة حسان دياب في إعطاء أسوأ نموذج عن طريقة الحكم والتعاطي مع الأزمات ومواجهة التحديات، والتعامل مع مطالب اللبنانيين، حيث ما يزال التخبط سيد الموقف، وكذلك التناقض في القرارات والمقاربات والتصريحات والذي يُفقدها هيبتها ويجعلها حكومة ″كل مين إيدو إلو″..

بالأمس تجسد التفكك الحكومي الذي بدأ يظهر تباعا من بعد التصريح الشهير لرئيس الحكومة عن الـ 97 بالمئة من الانجازت، فالرئيس دياب كعادته رمى باللوم والمسؤولية على الأطراف السياسية التي تتآمر عليه وعلى البلد من دون أن يمتلك الجرأة في الكشف عن هؤلاء الذين يصل تآمرهم في حال كان صحيحا الى حدود الخيانة العظمى.

في حين تنتقد نائبة رئيس الحكومة زينة عكر الآداء العام، لتشمل بذلك دياب والوزراء.. ووزير المالية يهدد بالاستقالة إذا ما رفضت الحكومة إستقالة مدير عام المالية آلان بيفاني ليعيد بذلك إحياء صراعات الوزراء والمدراء العامين..

ووزير الاقتصاد راوول نعمة يتخذ قرارا شخصيا برفع سعر ربطة الخبز كرمى لعيون أصحاب الأفران، فينتقده زميله وزير الصناعة عبر “تويتر” لتسجيل بطولة شعبية، قبل أن يتدخل رئيس الحكومة ويطلب من وزير إقتصاده التراجع عن قراره الذي تجاوز فيه الحكومة المعنية مجتمعة بقرارات من هذا النوع، حيث تشير المعلومات الى تراجعه ليلا، ما سيعيد نغمة أصحاب الأفران بعدم توزيع الخبز وإقتصار بيعه في الصالات.

لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل حاولت وزيرة العدل أن تسرق الأضواء بتسريب خبر إستقالتها قبل أن تخرج للاعلام وتنفي الأمر، فيما مواقع التواصل الاجتماعي ما تزال تشتعل باعترافات وزير الداخلية محمد فهمي الذي قتل شخصين، وبمسرحية “وزيرة في سوبر ماركت” التي كانت بطلتها وزيرة الاعلام منال عبدالصمد التي لم تقنع المواطنين بردات فعلها، في حين كان الخلاف سيد الموقف على طاولة مجلس الوزراء حول شركة التدقيق المحاسبي وإيصال المعلومات الى إسرائيل وحول الورقة الاصلاحية، والاستعانة بالخبراء، وكيفية مواجهة جنون الدولار، ودعم السلة الغذائية، ما جعل اللبنانيين الموجوعين من الوضع الاقتصادي والمتابعين لقرارات مجلس الوزراء يضربون كفا بكف على وطن ينهار أمام حكومة عاجزة وضعيفة يمكن القول أنها حققت حتى الآن “صفر إنجازات”.

في غضون ذلك، ووسط غضب المواطنين وإنعدام ثقتهم بشكل كامل بالحكومة ورئيسها وبالعهد وسيده، حاول حسان دياب التذاكي عليهم باستحضار تجربتيّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس العراقي الراحل صدام حسين وغيرهما من الرؤساء..

فأردوغان طلب من الأتراك مع بدء الحصار الأميركي حماية الليرة التركية فلبوا وصرفوا كل ما كان لديهم من دولارات لاحداث بعض التوازن في سعر الصرف، وقد أقدموا على ذلك براحة بال وضمير لأن أردوغان أعطاهم سنوات من النمو الذي أعاد تركيا بقوة الى المعادلة الاقتصادية في المنطقة والعالم.

وصدام عندما بدأ الحصار الأميركي على العراق طلب من العراقيين التبرع بالذهب، فاحتشد العراقيون للتخلي عما يملكون من ذهب عن طيب نفس وخاطر إنطلاقا من تجربة رئيسهم الذي قدم لهم عراقا متطورا وقويا.

أما الرئيس حسان دياب فاستهجن أمس عدم قيام اللبنانيين بالتخلي عن دولاراتهم لمصلحة عملتهم الوطنية كما فعلت شعوبا في بلدان أخرى، حيث حملهم بشكل أو بآخر مسؤولية إرتفاع سعر الدولار، كما تناسى أنه منذ أن ترأس الحكومة لم يوح بالثقة ولم يستطع تنفيذ أية قرارات، ولم يقدم للبنانيين سوى التخبط، ما يجعل إستقالته مطلبا شعبيا، ويجعل طلبه من اللبنانيين التخلي عن الدولارات نسخة “تايوانية” لما سبق غير قابلة للتنفيذ..


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس رهينة الفوضى.. و″ليس في كل مرة تسلم الجرة″!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal