طرابلس رهينة الفوضى.. و″ليس في كل مرة تسلم الجرة″!… غسان ريفي

كل ما يجري في طرابلس بعيد عن المنطق والعقل، وليس لديه سوى تفسير واحد، هو ان المدينة كانت وما تزال مستهدفة بمؤامرة دنيئة، وان استخدامها مستمر من قبل من يتربصون شرا بها وبأهلها كصندوق بريد او كساحة لتصفية الحسابات من جولات العنف العبثية الى التحركات المشبوهة التي يقودها زعران ومندسون ومجرمون خارجون على القانون ينفذون اجندات تهدف الى تشويه صورة طرابلس وسمعتها وضرب كل امكانية للنهوض باقتصادها.

ليس منطقيا ان تبقى مدينة تحتضن اكثر من 600 الف نسمة رهينة لبعض الغوغائيين الذين يعيثون فيها فسادا وتخريبا!، وليس منطقيا ان يواجه هؤلاء الجيش والقوى الامنية بهذا العنف من دون معرفة هويات بعضهم!، وليس منطقيا ان لا تتمكن القوى الامنية من حماية طرابلس واهلها وممتلكاتهم!، وليس منطقيا ان يقوم شبان باستهداف مخفر للدرك من دون ان يحرك احد من عناصره ساكنا، فالمواطنون ملجأهم الوحيد هي المخافر، فاذا اصبحت بحاجة الى حماية فمن يحمي المواطنين!، وليس منطقيا ان تستهدف مطاعم ومقاهي ومتاجر طرابلس بهذه الطريقة الممنهجة من دون مخطط مسبق يهدف الى ايقاف عجلة الانتاج في الفيحاء!، وليس منطقيا ان يطلق البعض الاتهامات جزافا فيساهم في استدراج طرابلس الى فتنة يكون خرابها اكبر!، وليس منطقيا ان تتحول عروس الثورة وايقونتها الى مرتع للفوضى والاعتداءات التي لا تمت الى الثورة او الى الاحتجاجات على الوضع المعيشي بأية صلة.

لا شك في ان طرابلس لا تملك سوى اللجوء الى الدولة واجهزتها العسكرية والامنية، لأن ما دون ذلك يعني اعتماد “الامن الذاتي” الذي بدأ البعض ينادي به امس لمواجهة المعتدين وهو امر بالغ الخطورة رفضته المدينة وقياداتها واهلها في اصعب الظروف عندما كانت تتعرض للاستهداف الامني اليومي، لذلك على الدولة ان تقوم بواجباتها تجاه طرابلس وان تتحمل مسؤولية حمايتها، لأن الفوضى تجر الفوضى والخراب يجر الخراب، ولا يمكن لاي كان ان يشاهد رزقه يحترق او يعتدى عليه ويقف مكتوف الايدي، لذلك لا بد من تدابير استثنائية لظرف استثنائي، تقوم من خلالها الاجهزة العسكرية والامنية بالضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه العبث بالامن او الاعتداء على ممتلكات المواطنين، خصوصا ان ما شهدته طرابلس منذ يوم الخميس الفائت يسير بوتيرة عنفية تصاعدية بلغت ذروتها امس الاول السبت في التبانة التي نجح العقلاء في احتواء توتراتها، وخرجت عن المألوف ليل امس باعتداءات طالت اكثر من سبعة مطاعم ومقاهي اضافة الى مؤسسات مصرفية وخاصة، ما يستدعي تدخلا حاسما من الاجهزة الامنية خصوصا بعدما تبرأت الثورة من كل هذه الاعمال المشينة وطالبت بالتصدي لها كونها تسيء الى حراكها والهدف الذي نزلت الى الشارع من اجله.

في المعلومات التي توفرت حتى ساعات الفجر الاولى ان الجيش اوقف نحو 35 متورطا بأعمال العنف والشغب، ويفترض بعد التحقيق معهم ان تعلن اسماءهم واعترافاتهم والجهات التي تقف خلفهم، لانه لم يعد مسموحا تجهيل الفاعل والمحرض، فطرابلس اليوم مجروحة ومن حقها ان تعرف غريمها الذي يريد العبث بأمنها وإلباسها قناعا ليس لها.

بالامس تجاوزت طرابلس قطوعا امنيا خطيرا بتضامن وتماسك اهلها وجدية الجيش والاجهزة الامنية بملاحقة المعتدين، لكن على الجميع ان يعي ان الامور تزداد خطورة وانه “ليس في كل مرة تسلم الجرة”!..


مواضيع ذات صلة:

  1. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي

  2. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  3. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal