البابا والبطريرك.. والبوصلة الصحيحة… مرسال الترس

إنطلاقاً من موقفه قبل لقاء بعبدا الحواري بالتشديد على تأجيله نظراً لعدم إكتمال حيثياته، صوّب البطريرك الماروني بشارة الراعي على اللقاء بعد إنعقاده غير المكتمل العناصر فعتب عليه لأنه: ″زاد بكلّ أسف في الإنقسام السياسيّ الداخليّ المتسبب أصلاً بفقدان الثقة بجميع السياسيين والقيّمين على شؤون الدولة″. والمقصود هنا بالطبع رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب.

فهل كان سيد بكركي على حق في وجهة نظره؟، أم أنه كان متحاملاً على أهل السلطة لغاية في النفس؟ أسئلة طرحها المتابعون بكثير من الشفافية وبخاصة عندما رأوا أن المنكفئين عن الحضور قد صفقوا طويلاً ولاسيما منهم المسيحيون لموقف البطريرك الماروني. فيما كانت نظرة أهل الحكم مختلفة تماماً ليس إزاء هذه المسألة فحسب، وإنما إلى ما سبقها من توجيه السهام بدون هوادة إلى من يتولون المسؤولية، من قبل مركز بطريركي يُفترض أن يكون على مسافة واحدة من الجميع وبخاصة أبنائه؟ وقد لخصت مصادر مقربة الترددات بالتالي:

إذا كان البطريرك الراعي حريصاً على “النتائج ونبذ الحقد والبغض والضغينة”  كما جاء في عظته يوم الأحد الفائت، كان الأجدى به دعوة المقاطعين للحضور والتكاتف للبحث عن مخارج للأزمة المستعصية، بدل توجيه اللوم إلى من رغب في الحوار وسعى إليه بهدف توحيد الجهود من أجل إنقاذ المجتمع الذي بات رهينة تصارع قوى إقليمية ودولية، وليس نتيجة فشل أهل السلطة في البحث عن بدائل. وها هي الادارة الأميركية تعبّر علناً عن تأييدها للسياسة الاسرائيلية في المنطقة متجاهلة المفاعيل الأخرى!

وإذا كان البطريرك الراعي ضنيناً على لقاء وطني يبحث في السبل الآيلة إلى الخروج من الأزمة الأقتصادية والمالية والاجتماعية التي لن تُبقي ولن تُذر، فكان الأجدى به رفد ذلك اللقاء بأفكار تساعد في التفتيش عن حلول سريعة بدل إعلان أسفه لإنعقاد لقاء غير مكتمل العناصر لأن من قاطعوه لم يفعلوا ذلك صدفة، وإنما لأنه إنعقد في بعبدا وبدعوة من رئيس الجمهورية، وهم يعتقدون أنهم بمقاطعتهم يساهمون في عدم دعم العهد لغايات وغايات!

وإذا كان غبطته حريصاً على معالجة الأزمة المالية وعدم “فلتان ​الدولار​، ورفع عدد الفقراء والعائلات المعدمة” كان الأجدى به أن يصوّب على الذين هربوا تحت جنح الظلام من تحمل المسؤوليات عند سقوط أول ورقة تين. وعدم الدفاع عن أشخاص كانوا رأس حربة في إيصال الأوضاع المالية إلى هذه الحال من التدهور، فيما عكف على تغطيتهم بعباءته ولاسيما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فيما الكل مقتنع أن من يفشل في إدارة أي قطاع لا توكل إليه مهمة إصلاحه!

وإذا كان سيد بكركي حريصاً على “الدول الصديقة” التي يجب أن تساعد لبنان في البحث عن حلول، فيا ليته أشار بالأسم إلى تلك الدول حتى لا يظن البعض أنه يقصد تلك الدول التي “تضغط بركبتها” على أعناق جميع المواطنين اللبنانيين!

وتوقفت تلك المصادر عند الكلام الذي أطلقه قداسة البابا فرنسيس نهاية الأسبوع الفائت مبدياً أسفه الشديد:” للمعاناة في ​لبنان”​، وقال: “تصوّروا أنّ هناك أطفالًا جائعين، وليس لديهم ما يأكلون، مناشداً المسؤولين في لبنان أن يقوموا بما يجب من أجل ​السلام​”. لكن التمني كان لو أن قداسته قد أستفسر عن أموال الأديرة والأبرشيات التي كانت مكدّسة في المصارف ويُقال أنها أصبحت خارج لبنان!.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal