برقايل تودع فقيدها.. أسامة ضحية جديدة للسلاح المتفلت.. أحمد الحسن

وكأنه مكتوب على الشباب في لبنان الشقاء والمعاناة واليأس، او الرحيل بلمح البصر خلف الموت المجاني ان كان برصاصة طائشة او جراء حوادث السير وغيرها الكثير من الاسباب تاركين وراءهم احلامهم وطموحاتهم في مستقبل زاهر من المفترض أن يليق بهم.

في لبنان بدل ان ينعم الشباب بزهرة أعمارهم وعطائهم يعشيون هاجس الخوف من مستقبل مجهول حيث تجاوزت البطالة الـ 60 % فيما الطلاب يتخرجون ولا يجدون عمل حتى عادوا لينتظروا على ابواب السفارات للحصول لتأشيرة هجرة تنتشلهم من مستنقع لبنان في صور ظن كثيرون أنها طويت مع طي صفحة الحرب الأهلية.

اليوم ودعت بلدة برقايل في عكار بكثير من الاسى والحزن شاب من خيرة شبابها، قضى جراء اشكال تافه بسبب مناكفات و”تشفيط سيارات” أدى الى تضارب وتطور الى اطلاق نار أصاب اسامة الشيخ برصاصة قاتلة عن طريق الخطأ اثناء مروره بمكان الاشكال.

لم يكن مقتل اسامة أمرا عابرا على بلدة برقايل، فقد ادمى رحيله قلوب الاهالي وكل من يعرفه كما تهافت الكثير من محبية واصدقائه على نعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع استنكار كبير لما حصل ويحصل يوميا جراء التفلت الامني  والسلاح المنتشر في بلدة خصوصا وفي عكار ولبنان عموما، حيث لا يكاد يمر يوم من دون تسجيل اشكال يتخلله اطلاق نار ما يؤدي الى سقوط جرحى او قتلى وسط غياب ملحوظ للاجهزة الامنية التي تجد صعوبة كبيرة في السيطرة على مصادر السلاح وعلى من يقتينها، وفي القبض على من يخلون بالأمن.

لا شك في ان هذه المعضلة معطوفة على الأرقام المرعبة التي تسجل في لبنان (ثلاثة ملايين قطعة سلاح مقابل 30 الف ترخيص صادر عن المراجع المعنية)، ليست وليدة اليوم ففي العودة الى تاريخ لبنان، تعد الرغبة بالتسلح من العادات والتقاليد، في ظل مقولة ″السلاح زينة الرجال″، ولكن منذ الحرب الاهلية عام 1975 وحتى الان ازدادت هذه الرغبة بسبب ترسبات الحرب وشعور المواطنين بحاجتهم الى الحماية الذاتية في ظل فوضى التسلح القائمة وغياب الدولة كما ادت الازمة الاقتصادية الصعبة الى زيادة خطيرة بنسبة حوادث القتل حيث تخطت الـ 124% في النصف الأوّل من العام الحالي.

اسامة الشيخ، المعروف بين سكان البلدة بانه شاب مكافح يعمل في محل خضار لتأمين لقمة عيشه ليس الاول ولن يكون الاخير في ضحايا الموت المجاني الذي يهدد شباب لبنان ويحاصرهم طالما ان الأمور تتجه الى الاسوأ في الامن الاجتماعي واوضاع البلاد المتردية جراء الازمة الاقتصادية الصعبة.

 

 

Post Author: SafirAlChamal