بئس إحساسكم المرتبط فقط بالعملة الخضراء!… مرسال الترس

يعكس الواقع الذي يعيشه اللبنانيون في هذه المرحلة، كم هو حجم التأثير السلبي لربط المرء مصيره بهذه الحفنة من الذهب أو تلك الكمية من الدولارات الأميركية، معطلة كل الأحاسيس الإنسانية الأخرى التي شاءها رب العالمين أن نكون على صورته ومثاله، فحوّلها الارتباط بمتاع الدنيا إلى أن الانسان بات سلعة تُباع وتُشرى في أسواق النخاسة الدولية والأقليمية وبأدوات داخلية و “على عينك يا تاجر”..

فماذا يمكن أن يقول اللبنانيون عن سياسيين أوقعوهم في الخداع، راسمين لهم أحلاماً زهرية عن لبنان المستقبل الواعد ليجدوا أنفسهم فريسة للإفلاس بعد نهب كل ما ملكت أيديهم؟ 

وماذا يمكن أن يقول اللبنانيون عن مسؤولين افرغوا الدولة من مقوماتها إن لجهة إستيلائهم المنظم على كل ما وقع تحت أنظارهم، مفرغين الأدارات والمؤسسات والوزارات من مبرر وجودها لصالح المواطنين إلى مراتع لمصالحهم الشخصية؟

وماذا يمكن أن يقول اللبنانيون عن مصرف لبنان الذي أُوكلت لحاكمه منذ إحدى وعشرين سنة مهمة إدارة النقد، فباع وأشترى ونفذ الهندسات التي رُسمت حولها علامات استفهام كبيرة ليفشل فشلاً ذريعاً في المحافظة على سعر الليرة بالرغم من حصوله على العديد من الجوائز المدفوعة الثمن. والمنطق يقول بوجوب تحمل المسؤولية حتى لو كان ينفذ أوامر السلطة السياسية التي ورطته وعليه أن يشير إليها بأصابع الأتهام؟

وماذا يمكن أن يقول اللبنانيون عن أصحاب المصارف الذين كانوا أوصياء على مدخرات العمر، فهربّوا ما يجب تهريبه في ليال ظلماء تحت ستار قوانين ساهموا هم في وضعها، وتركوا أبناء الوطن يلطمون خدودهم كالأمهات الثكالى ويعملون على تربية أولادهم بالفقر والعوز وصولاً إلى الجوع؟

 فهل بقي أحدٌ من اللبنانيين لا ينام على حديث الدولار الأميركي ليستفيق في اليوم التالي على أسعاره الجنونية، مع كل ما يجر ذلك من أثمان خيالية للسلع والبضائع حتى بات الجميع في ما يُشبه “العصفورية”. ومع كل هذه الوقائع باتوا بجميع طوائفهم ومذاهبهم يستشهدون بالتالي:

في الديانة المسيحية يتذكرون دائماً  يوضاس الخائن الذي إنتهى شانقاً نفسه على أغصان شجرة تين بعدما سلّم سيده يسوع الناصري إلى رؤساء كهنة اليهود مقابل ثلاثين من الفضة.

والصورة نفسها تقريباً نراها في الدين الأسلامي عبر عبد الله بن أبي سلول وهو من شخصيات يثرب وأحد قادة ورؤساء الخزرج، حيث ورد في سيرة النبي محمد كشخصية معادية للدين الإسلامي مهادنة ظاهرياً، ويلقبه المسلمون برأس النفاق!


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal