أيها اللبنانيون … عليكم بالتأقلم مع جزء من البطيخة!… مرسال الترس

بدأ اللبنانيون بدون استثناء ولاسيما سيدات المنازل يعتادوا من الآن وصاعداً على أن الأمور في طريق الإنقلاب رأساً على عقب على الصعيد المعيشي والاجتماعي.

فالسنوات السابقة التي عاش فيها اللبنانيون بمستوى يضاهي أغنى الدول، نتيجة التمسك بعدم السماح بتحرير سعر صرف الدولار لأسباب سياسية، مع رفع منسوب الرواتب في القطاعين الخاص والعام، قد وصلت الى أعلى المنحنى، وباشرت بالأنحدار السريع والحاد، كنتيجة طبيعية لنهب الدولة بطريقة شبه منظمّة ومن فئات متعددة، وبدء تحرك الشارع رفضاً لإداء المنظومة الحاكمة، في حين لم تصل المعالجات التي تبنّتها حكومة الرئيس حسّان دياب الى مستوى وضع اليد على الجرح، بل ما زال اللبنانيون يلمسون أنها تعمل على وصف الأدوية والمضادات الحيوية لذاك “الفيروس غير المستجد”، والذي يُدعى “الفساد” على مستوى الدولة بـ “قضّها وقضيضها”.

فمع الأجراءات القاسية التي تعتمدها المصارف في لبنان والتي فقدت ثقة اللبنانيين بها ولسنوات طويلة، ومع التحرك المتفلت وشبه الجنوني لفقدان قيمة الليرة اللبنانية تجاه الدولار بدأت كل العائلات في لبنان وبدون استثناء تتلمس بطونها وجيوبها إزاء التفلت غير المسبوق في اسعار مختلف السلع مع أن الكثير منها غير مستوردة حديثاً وانما لها أشهراً وربما سنوات على الاراضي اللبنانية. ولكن أسعارها ارتفعت فجأة ثلاث او أربع أو خمس مرات حتى باتت مواقع التواصل الاجتماعي تتحسّس الرقاب من المقصلة التي تنتظر الجميع!

وعليه، فعلى العائلات اللبنانية أن تحضّر أنفسها للتالي:

كيلوغرام لحمة في الأسبوع بدل أربعة أو خمسة لأن كيلو غرام لحم البقر بثلاثين الفاً و كيلوغرام لحم الغنم بخمسين الفاً!

قوالب الجبنة المستوردة باصنافها المتعددة والمتنوعة ارتفعت أربع أو خمس مرات، وعلى العائلات استنباط طُرق صناعة الجبنة البلدية إتكاءاً على المنتوجات المحلية من الحليب.

وعلى العائلات اللبنانية أن تتأقلم مع الإتجاه لشراء “حبات محدودة” من الفواكه والخضار بدلاً من الكيلوغرامات، وأن تشتري البطيخ على أنواعه بالقطعة وليس بالحبة التي تفوق أحياناً العشرة كيلوغرامات.

هذا فضلاً عن احتمالات رفع الدعم عن القمح (أي الخبز) والدواء وما يماثلهما ورفع الضريبة على القيمة المضافة الـ TVA  بما يوازي أربع أو خمس نقاط، وفق ما تتطلب خطط صندوق النقد الدولي لما يُقال أنه “مساعدة لبنان”… وبات الجميع على قناعة تامة أن الآتي سيكون أعظم!.


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal