مشكورٌ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على دأبه في توجيه الرسائل المضمونة الى المسؤولين والسياسيين في معظم عظاته ورسائله التي تهدف في الأساس الى حث المؤمنين على التشبث بتعاليم السيد المسيح وإنجيله، وتفسير ما يمكن أن يكون قد إلتبس عليهم من فهم.
وأحدث ما سجّله سيد بكركي في هذا السياق، وكان لافتاً جداً لجهة محتوياته، وهو دعوته في عظة الأحد الفائت المسؤولين والحكومة تحديداً لـ “تمتين علاقات لبنان مع محيطه”. فمن هو المحيط الذي يقصده البطريرك الراعي؟ وما هي المعطيات التي دفعته الى هذه الدعوة في هذا التوقيت بالذات؟ من دون إغفال أن غبطته قد حذّر قبل فترة وجيزة “من التلاعب بمصير لبنان الذي لن نسمح بسقوطه”. مشدداً في وقتٍ آخر على أن “تبقى انتفاضة الشعب شعلة موقدة، تخاطب ضمائر المسؤولين وتحاسبهم على واجباتهم الوطنية”!
فاذا أخذنا الواقع الجغرافي بعين الأعتبار، نرى أن محيط لبنان محدد بثلاث جهات: اسرائيل العدوة بمفهوم جامعة الدول العربية من الجنوب، وسوريا الدولة الشقيقة في جامعة الدول العربية من الشرق والشمال، والبحر الأبيض المتوسط من الغرب، فعملياً ليس لدينا “محيط” سوى الجمهورية العربية السورية، يُمكن التعاطي معه، وبالتالي،هل ان البطريرك الراعي يقصدها وحدها في مسألة “تمتين علاقات لبنان مع محيطه”.أم سيكون هناك تفسيرات أخرى من بعض السياسيين الذين يغردون في أسراب مختلفة؟
صحيح ان سيد بكركي قد قام بزيارتين رعائيتين الى كلٍ من دمشق في العام 2013، والأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 2014 لمتابعة شؤون المؤمنين من أبنائه، ولكنه لا يوازي بالتاكيد بين العدو والشقيق بالرغم من كل الملاحظات التي أُثيرت حول الزيارتين في حينهما من جهات متضررة من هذا الجانب أو ذاك! ولكن أليس كان من الأجدى أن يسمي غبطته الأشياء باسمائها حتى لا يَدع أي مجال للتأويل مهما كانت النوايا صافية؟.
والى جانب هذا الإلتباس رأى البطريرك الراعي منذ أشهر “إنَّ السِّياسيِّين والمسؤولين أمام إمتحانٍ عسيرٍ كونهم يواجهون المخاطر الصَّعبة بإسم الشَّعب والشَّباب الفاقدي الثِّقة بعد خيبات أملٍ متتالية. مشيراً الى أن “الحكومة ترى نفسها امام واجب الاصلاح لتتمكن من اجراء المفاوضات مع الخارج لا سيما صندوق النقد الدولي”!
مواضيع ذات صلة:
-
مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس
-
عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس
-
هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس
