غضب الشارع الطرابلسي محق.. لكن العنف يرتد سلبا على الجميع… عزام .غ. ريفي

لا يمكن لأحد أن ينكر مدى الحرمان والتهميش اللذين يعانيان منه أبناء طرابلس، حتى تحولا الى قنبلة غضب انفجرت في شوارع المدينة وكانت نتيجتها احراق وتكسير أغلبية فروع المصارف فيها، خصوصاً مع ما شهده حلول شهر رمضان المبارك من إرتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، والخضراوات وغيرها، جراء تخطي الدولار عتبة الـ 4000 ليرة، مع وقوف حكومة الإختصاصيين اللبنانية عاجزة تماماً ومكبلة الأيادي، لا تملك أي حل لمواجهة أي أزمة من أي نوع وعلى رأسها أزمة الدولار.

لا شك في أن غضب الشارع هو أكثر من محق وطبيعي في ظل أزمات الدولار والغلاء والفقر والكورونا وغياب السلطة، وهو الرد المنطقي للمواطن اللبناني عموماً والطرابلسي خصوصاً عليها، بعدما أرخت بثقلها على كاهله، وعرضته للبطالة والجوع، ودفعته للخروج الى الشارع، والتعبير عن وجعه وغضبه بشتى الوسائل السلمية منها والعنفية، وكان آخرها عمليات تكسير واحراق المصارف والتي تطرح عدة تساؤلات: لجهة: ما الفائدة من احراق فروع هذه المصارف وممتلكاتها؟، وهل هذه الفروع هي من ترسم السياسات النقدية أم أنها عبد مأمور تنفذ قرارات إداراتها؟، وماذا يمكن أن يكون إنعكاس هذا التخريب على الموظفين وغالبيتهم من أبناء طرابلس؟، ولماذا هذا التوقيت باحراق المصارف مع حلول بداية الشهر؟ وهل احراق المصارف كان أمراً مدبراً من قبل جهة معينة لنقل طرابلس من فقر الى فقر أكبر؟.

يمكن القول إن تكسير واحراق المصارف “لا يقدم ولا يؤخر”، فجمعية المصارف إتخذت  قرارا باغلاق كل الفروع في طرابلس، لحين استتاب الأمن، واليوم ستتخذ المصارف حجة في الاقفال لفترات أطول لحين إصلاح ما أفسده المحتجون، ما سيلحق ضرراً كبيراً بأهالي المدينة، خصوصاً مع حلول بداية الشهر، حيث أنهم لن يستطيعوا قبض رواتبهم من فروع طرابلس، وسيضطرون للجوء الى فروع في المناطق والأقضية المحيطة التي لطالما كانت الفيحاء ملجأ أبنائها، واليوم إنقلبت الآية ما سيضاعف من غضب أبناء المدينة التي كعادتها تدفع الثمن، وتكون شريكة في الغرم وبعيدة كل البعد عن الغنم، وها هي تقدم شهيدا جديدا على طريق الثورة سقط خلال المواجهات التي شهدتها طرابلس ليل أمس الأول.


مواضيع ذات صلة:

  1. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  2. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس تصرخ وجعاً… والخيار بين الكورونا أو الجوع!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal