للمسؤولين تحديداً: إبدأوا بانفسكم وبسرعة!… مرسال الترس

يُجمع المُراقبون على أن هناك تسابقٌ حاد في لبنان بين المسؤولين الذين يظنون انهم يقدمون الخير للشعب، وبين الشعب الذي لم تتكون لديه الثقة الكافية بأهل الحكم، خصوصا  أن دفع دورة القرارات الجدية الى حيّز التنفيذ لم يأخذ طريقه الصحيح بعد.

اللافت بالأمس أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان واضحاً في تصويب السهام المباشرة الى “السياسيين الذين فتكوا بالدولة على مَرّ السنوات وارتكبوا المخالفات المالية وغير المالية حتى تراكم الدين العام”، وقال في آخر جلسة لمجلس الوزراء: “هُمُ اليوم يحاسبوننا على ما ارتكبوه، هُم من قاموا بممارسات أوصلتنا الى الوضع الحالي، ولا يجوز السكوت على التجني المتصاعد”، مشدّدا على “ان الخطة الاقتصادية يجب ان تأخذ في الاعتبار استرداد الأموال المنهوبة والموهوبة والأموال المحولة الى الخارج ومكافحة الفساد والاثراء غير المشروع”!

ومساء الخميس كان كلام الرئيس حسان دياب “جميل جداً” حين أعلن أن “ودائع 98% من اللبنانيين لن تطالها  الاجراءات التي ستتخذها الحكومة والخطة الأقتصادية”.. لكن الناس ملَّت الكلام والوعود وتنتظر الاجراءات، فكم وعدَتها المصارف بالمنّ والسلوى واقفلت ابوابها عند اول هبة ريح!

الواضح أن اللبنانيين يتطلعون الى قرارات جريئة تبدأ من رأس الهرم على قاعدة أن يتم مثلاً حسم نسبة معينة من مرتبات ومخصصات الرؤساء الحاليين والسابقين وعائلاتهم، ومن مرتبات ومخصصات الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وعائلاتهم ومن المدراء العامين ومن المتعهدين الكبار الذين آلت اليهم مشاريع الدولة والمجالس والصناديق منذ العام 1990 حين كانت المديونية صفر على الدولة اللبنانية، وحتى استقالة آخر حكومة لرئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، من دون أن ننسى أصحاب المصارف ومن يدور في فلكهم ويمت اليهم بصلة.

فألاجدى بالمسؤولين أن يبدأوا بانفسهم وبسرعة، وفق ما دعا اليه الأمام علي عليه السلام: “من أراد أن يُنَصِّب نفسه إماماً للناس فليبدأ بنفسه”.

ومهما كانت نسبة الأقتطاع فسيصفق لها الشعب المغلوب على أمره، والمتعطش لحل إنقاذي عملي وجدي يُحدث لديه صدمة ايجابية، ويعيد اليه الأمل بامكانية إزالة ما جنته أيدي الحكام. وبعد ذلك على المسؤولين اتخاذ ما يلزم من قرارات واجراءات لاسترداد الاموال المنهوبة وما يتصل بها، قبل أي تفكير في وضع أي رسم ولو كان قرشاً واحداً كضريبة على المواطنين الذين قد يثورون يوماً ويقلبون الطاولة على رؤوس الجميع، وعندها لن ينفع الندم ولن تنفع الثروات التي تم تخزينها، الاّ اذا كانوا على قناعة تامة بأن ثورة الشعب ستكون تحت سقف محدد!..


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal