فقراء ″حي التنك″.. محرومون من مردود بطاقات الشؤون الاجتماعية… روعة الرفاعي

الدخول الى المنازل في غاية الصعوبة، بل من المستحيل الوصول اليها مشياً على الأقدام، نظراً للوحول المتراكمة جراء الأمطار الغزيرة، وان أردنا استخلاص الكلام فمنطقة ″حي التنك″ يصدق معها المقولة الشهيرة ″في الشتي مغراق وفي الصيف محراق″..

باختصار، الحياة في حي التنك مستحيلة ومع ذلك فهي تضم آلاف العائلات الفقيرة التي تعيش ضمن غرف لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، لكنها تشكل ملاذا لهذه العائلات التي تفتش عن مأوى هربا من التشرد في الشارع.

أهالي حي التنك وكما يقال: رضوا بالهم والهم لم يرض بهم، اذ انهم ومنذ ما يقارب السنة تقريباً يحرمون من مردود بطاقة الشؤون الاجتماعية التي كانت في السابق تخفف عنهم أعباء الحياة حيث تؤمن المواد الغذائية والطبابة والاستشفاء لكن ولأسباب مجهولة أو هي ربما متعلقة بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، فان وزارة الشؤون أوقفت الكثير من هذه البطاقات وحرمت الفقراء من حقهم في الاستفادة من خدمات الدولة، ومؤخراً تم دفع مساعدات من قبل الوزارة لحاملي البطاقة في حين استثني منها عدد كبير من أهالي حي التنك الذين يعيشون ظروف حياتية مأساوية من دون أن يعرفوا الأسباب، ومتى توجهوا نحو مكتب الشؤون في طرابلس كان الجواب أن أسماءهم تم توقيفها من بيروت وعليهم مراجعة الوزارة، لكن الأهالي يؤكدون أن هناك عائلات ميسورة ومع ذلك حصلت على المساعدات، فبأي حق يحرمون منها؟.

طبعاً، من يقطن داخل بيوت من التنك لا يملك القدرة على التوجه لمتابعة شؤونه لدى الوزارات في بيروت، وليس أمامه سوى وسائل الاعلام لرفع الصوت بانتظار آذاناً صاغية وأجوبة شافية فهل من مجيب؟!.

أوضاع مأساوية وحرمان حقوق

تقول المواطنة باسمة عبد القادر طاوقجي من سكان (حي التنك): كانت لدينا بطاقة شؤون نستطيع من خلالها تأمين المواد الغذائية والطبابة والاستشفاء، ولأسباب مجهولة حرمنا منها منذ حوالي السنة تقريباً، دائماً ما نقوم بمراجعة مكتب الشؤون لكن ما من جواب شاف، ومؤخرأً علمنا أن عددا كبيرا من العائلات ممن لديهم بطاقة الشؤون حصلوا على مساعدات مالية، فيما نحن نحرم منها، مع اننا بأمس الحاجة إليها في هذا الظرف الصعب.

وتتابع: هناك عائلات في حي التنك حصلوا على المساعدات وحتى الساعة لا نعرف على أي أساس تم الغاء أسمائنا ونحن نناشد عبر وسائل الاعلام وزارة الشؤون الالتفات الينا كوننا نعاني أزمات اقتصادية صعبة جداً.

وتقول سمارة شخيدم، وهي أم لآربعة بنات من سكان (حي التنك): أعيش أنا وبناتي وزوجي في غرفة واحدة، وكنا نستفيد من بطاقة الشؤون التي تم توقيفها منذ حوالي السنة وعندما لجأنا الى مكتب طرابلس كان الجواب أن البطاقة توقفت من الوزارة في بيروت وازاء هذا الواقع لا أعرف ماذا أفعل، حتى ان هناك عائلات تستفيد منها بالرغم من كون أفرادها موظفون ولديهم ضمان فكيف ذلك؟.

وتضيف: زوجي عامل في مرفأ طرابلس وبناتي في المدارس ولا يمكنني حرمانهم من التعليم بهدف مساعدتنا نناشد الجميع الالتفات الينا كون الأوضاع لم تعد تحتمل المزيد من الضغط.

ويرى مصطفى محمود ياسين أنه تم توقيف بطاقة الشؤون عن الفقراء والمحتاجين، في حين يستفيد منها عائلات يعمل أفرادها في وظائف محترمة ولديهم ضمان، حتى ان هناك عائلات تقطن في أحياء غنية ولديها بطاقة شؤون، ونحن في حي التنك نعيش أوضاعاً مأساوية جداً ومع ذلك ما من جهة تهتم بنا، تقريباً يمكن التأكيد على ان نصف عائلات حي التنك حرمت من بطاقة الشؤون.

ويضيف: عمري اليوم 75 سنة، وهنا أسأل لماذا تم توقيف بطاقتي؟، الى من أتوجه؟، من هي الجهة المخولة بمساعدتي؟، لست مضموناً ولا يمكنني تأمين العلاج لي ولعائلتي، فكيف نعيش؟!! أعمل سائقا عموميا ومعي دفتر لكن من يقبل بأن أعمل لديه وأنا بهذا العمر؟، هل من الضروري أن يقف أفراد عائلتي على أبواب الجوامع ليشحذون لقمة العيش؟؟؟ .

ويؤكد ياسين أن هناك عائلات قبضت أموالا كمساعدات من قبل وزارة الشؤون في حين حرمنا منها من دون معرفة الأسباب، لذلك نتوجه الى كل الجهات المعنية لانقاذنا من هذا الواقع المرير وان كنا نعلم بأن أحداً لن يهتم ولذا نحن نتضرع لله وحده لانقاذنا.

حي التنك 2 حي التنك 3 حي التنك4


مواضيع ذات صلة:

  1. سفير الشمال تنشر القصة الكاملة للعائلات المشردة في معرض طرابلس… روعة الرفاعي

  2. الميناء: عائلة ″كاخية″ تزف ولديها الى مثواهما الأخير.. وتصعيد في وجه البلدية… روعة الرفاعي

  3. كارثة ″أبو علي″ تتفاعل.. من ينقذ أصحاب البسطات؟… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal