كارثة ″أبو علي″ تتفاعل.. من ينقذ أصحاب البسطات؟… روعة الرفاعي

بينما تتجه أنظار السياسيين نحو ″بلدية طرابلس″ والتي باتت بلا رئيس وبلا نائب رئيس من دون أن يكون هناك أي توافق سياسي أو بلدي على اسم ″الرئيس الجديد″ وهذه بحد ذاتها سابقة لم تشهدها المدينة من قبل، هناك في المقابل مواطن فقير يسستصرخ الضمائر عله يجد ″خشبة خلاص″ تنقذه من بؤرة الحرمان التي يغرق بها منذ سنوات طويلة بل وتتسع لتضيّق الخناق عليه كلما اصطدم بمأساة جديدة..

واقع أكثر من كارثي يعيشه أصحاب البسطات التي احترقت على سطح نهر أبو علي، والذين بالرغم من كل الزيارات التي قام بها السياسيون ومعهم الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد الخير الذي وعدهم بالتعويض، الا انهم حتى الساعة لم يحظوا بمن يرفع عن كاهلهم الردميات وبقايا الحرائق والأوساخ التي خلفها الحريق، بحيث بقي سطح النهر شاهداً على “الكارثة” وحتى الساعة أصحاب البسطات يجلسون على حافة الرصيف ينتظرون الفرج عله يكون قريباً.

ثلاثة أيام مرت على اندلاع الحريق الكبير الذي عصف ببسطات النهر، وأتى على أكثر من 280 بسطة احترق 149 منها بالكامل مخلفاً وراءه المزيد من الفقر والعوز في صفوف ما لا يقل عن 400 عائلة بعدما خسر أصحاب البسطات جنى العمر في ظرف نصف ساعة المدة الزمنية للحريق الذي إلتهم “المال والرأسمال” ليتركهم بلا أمل أو رجاء بالتعويض والذي ان صرف لهم فهم على يقين تام بأن ذلك لن يكون في المدى المنظور والى حين تحقيق ذلك كيف يمكن تأمين لقمة العيش وهم يعيشون كل يوم بيومه؟..

بحسب ما يفيد رامي الحمصي صاحب احدى البسطات التي احترقت بالكامل فان “البطاطا المسلوقة هي وجبتهم الأساسية، لكن القضية ليست هنا، انما في حال طالت المدة الزمنية للتعويض عليهم ومعرفة مصيرهم، كيف يمكن لهم تأمين حتى لقمة الخبز؟، الكل زار المنطقة يوم الأحد ووقف على حقيقة المأساة التي حلت بنا، غير أن أحداً لم يقدم الحلول بل فقط اطلاق الوعود.

وأشار الحمصي الى ان الحريق جعلنا عرضة للمواجهة فيما بيننا وبين أصحاب البضائع الذين ينتظرون بيعها لنسدد لهم قيمة الفواتير والتي تتخطى الملايين، فمن أين سيكون لنا ذلك طالما أنه ما من جهة تبنت قضيتنا؟، سننتظر حتى يوم الجمعة المقبل وان لم يكن هناك من حلول فاننا سنلجأ الى اتخاذ تدابير معينة لجهة الاضراب ورفع الصوت ربما تكون لنا آذان صاغية، طبعاً لا ننتظر أي شيء لأن المكتوب واضح من عنوانه، لو كانت مشكلتنا تهم أي جهة لما كانت بقايا الحريق في الشارع حتى الآن!.

وكما الحمصي كذلك فؤاد البحري الذي بكى قدره القاسي حينما قال: كل البضائع بالدين وبعدما احترقت وقعت الديون فوق رؤوسنا فأين المفر؟، الى من نلجأ في هذه الأزمة، والكل يتجنب التعاطي معنا أو الانصات لمشكلتنا؟”.

وقال مازن النابلسي: قبل أيام من الحريق جهزت بسطاتي بفاتورة بقيمة 37 مليون ليرة لبنانية، واليوم على الأرض يا حكم، فهل اغفال قضيتنا من قبل المسؤولين أمر طبيعي؟ واذا ما اتجهنا نحو الاعتصام والاضراب وقطع الطرقات هل نكون فوق سلطة القانون؟، بالطبع أي تحرك سيرتد سلباً علينا ومع ذلك لن نسكت وسنضغط في سبيل رفع الضرر عن حياتنا.

هم كثر، ويسعون الى المطالبة بانقاذهم، لكن السؤال المطروح، من هو المعني الأول بحل مشكلتهم؟، وفي حال ثبت بالدليل القاطع أن الحريق مفتعل فجملة أسئلة يمكن طرحها هل ان القضية تأتي ضمن أعمال فردية أم ان المسألة ذات أبعاد كبيرة تأتي ضمن سلسلة “ازالة المخالفات” الناشطة في البلد، بالطبع تبقى علامات الاستفهام مرسومة لحين جلاء الصورة واظهار الغموض الذي يلف هذا الحريق!.


مواضيع ذات صلة:

  1. أهالي المنكوبين يعيشون تحت خط الفقر.. والأبناء يعيشون في دور الأيتام… روعة الرفاعي

  2. جزيرة الأرانب مقفلة لأجل غير مسمى.. وأصحاب المراكب غاضبون… روعة الرفاعي

  3. شهادة البريفيه تنطلق: كيف كانت أراء الطلاب عن أسئلة اليوم الأول؟… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal