هل يستمر السياسيون في نصب الكمائن لبعضهم البعض؟… مرسال الترس

انطلقت حكومة الرئيس حسّان دياب بعد نيلها ثقة المجلس النيابي وفي قرارة نفسها تضع نصب أعينها نيل ثقة الناس والشارع المنتفض منذ السابع عشر من تشرين الأول الفائت.

صحيح أنها أيام قليلة منذ خروج الحكومة الجديدة من ساحة النجمة وفي جيبها ثقة بثلاثة وستين صوتاً، ومهلة مئة يوم قبل بدء المحاسبة، ولكن بدا منذ اللحظة الأولى، أن هناك العديد من الافرقاء المتضررين يريدون ان يلعبوا دور “الثور الأسود” الذي يعرف الجميع قصته التي أنطلقت مع زميله “الثور الابيض” الذي تم القضاء عليه حين تخلى عنه أبناء جلدته من اجل حماية أنفسهم، ولكنهم وقعوا في التهلكة الواحد تلو الآخر لأنهم لم يشكلوا مجتمعين حزمة واحدة لمواجهة الخطر، وهذه هي حال المجموعة الأكبر من السياسيين في لبنان الذين يصرّون على نصب الكمائن لاقرانهم من أجل حماية رؤوسهم ومصالحهم.

ومن هذا المنطلق توقف معظم اللبنانيين عند ما قاله رئيس الحكومة حسان دياب في جلسة الثقة حيث “تمنى على من يودون عرقلة الحكومة عدم دفعها من الخلف الى الهاوية”… ومعها بالتأكيد الوطن الجريح الذي عاثوا فيه فساداً بإدارته ونهباً لامواله.

وفي السياق نفسه تحدث البطريرك الماروني بشارة الراعي من روما فلفت الى ان:”الكنيسة التي تخاطب دائما ضمائر وعقول الناس. لا تقدر أن تراعي الخواطر إنما عليها ان تحرك الضمائر”. وقال:” نصلي على نية كل المسؤولين في لبنان كي يعودوا الى الله”.

أما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقد دعا “لانقاذ لبنان وعدم تحريض الخارج على الحكومة، لأن الاخطار ستداهم الجميع”.

على خط موازٍ ارتفعت الدعوات على مجمل الاراضي اللبنانية تناشد مالكي المصارف وجمعيتها باعادة النظر في خطواتهم التي اقدموا عليها في الليالي الظلماء عندما سحبوا الاموال باتجاه الخارج، وباتوا مكشوفين امام الرأي العام وكأنهم يسحبون البساط من تحت أرجل اللبنانيين الذين وثقوا بهم الى حد تأمينهم على جنى عمرهم. فالثقة بهم اهتزت، واعادتها ستتطلب تدابير غير اعتيادية، وألسنة اللبنانيين تصرخ قائلة لهم:” قد تربحون مرة وكثيراً ولكن ستلحقكم لعنة التاريخ”.

وفي المضمار نفسه يتمنى اللبنانيون على مسؤولي مصرف لبنان وعلى رأسهم الحاكم رياض سلامة اتخاذ خطوات عاجلة لادارة النقد بطرق سليمة وشفافة، وكذلك وزارة المال، ومذكرين اصحاب القرار انه اذا وصل الطوفان فلن يرحم احداً، وخصوصاً الذين كانت لهم يدٌ طولى في هدم الهيكل المالي للبنان الذي وصل لمستوى ان يكون “عبرة دولية” أو هكذا كنتم توهمون اللبناني.  والاّ فان الامر سيتحول الى شبهة الفشل الذريع حتى لا يُقال التآمر!!


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal