السنة الجديدة لن تكون أفضل.. ماذا يقول المواطنون؟… حسناء سعادة

على مشارف سنة تطوي آخر ساعاتها يعمد كل منا لاجراء مراجعة ذاتية للايام التي مرت ويخطط لايام يتمناها افضل ولمستقبل يتوق لان يكون حسب ما يشتهيه من حلو الحياة ومن النجاح والصحة.

اما هذه السنة وفي دردشة مع عدد من المواطنين يبدو ان سقف الامال هبط، وباتت التمنيات لا تشبه سابقاتها من السنوات الماضية، وكأن اللبناني يعيش مرحلة انتقالية لا يعرف الى اين ستوصله فيما انعكست الظروف التي يمر بها تشاؤما وترقبا للآتي من الايام، حيث يرى سعيد موسى (وهو منسق مبيعات) ان الافق غير واضح، كاشفا لـ″سفير الشمال″ انه “يخطط للهجرة اذا تمكن من ذلك، شارحا انه عمل بشكل دؤوب على مدى سنوات ليؤمن لعائلته حياة رغيدة فيما هو اليوم على ابواب بطالة لا يعرف معها ما اذا كان سيتمكن من الحصول على عمل قريبا ام ان الامر سيطول وعندها تصبح عائلته معوزة كونه المعيل الوحيد لها.″

من جهته يؤكد طوني بشارة انه لا يستبشر خيرا بالسنة الجديدة معربا عن ″قرفه″ من الاوضاع التي وصلنا اليها ″حيث بتنا شحادين على ابواب المصارف نستجدي أموالا جمعناها بعرق الجبين وهي اليوم اصبحت في مهب الريح، والله وحده يعلم إذا كنا سنتمكن من استرجاعها″.

اما احمد ديب فيؤكد انه ″لا ينتظر اي بارقة امل من السنة الجديدة لا بل يترحم منذ الان على السنوات التي مرت فبرأيه اليوم افضل من الغد، كاشفا انه يعيش حالة نفسية سيئة بسبب ظروف البلد والاوضاع التي نمر بها، معتبرا انه كان من الطبقة المتوسطة فيما مضى، ومع السنة الجديدة سيكون ضمن لائحة الفقراء.

بدورها ريتا ضاهر تكشف انها قلقة على مستقبلها وان شهادتها الجامعية لم تعد تطعم خبزا في هذا البلد، معتبرة ان السنة الجديدة سترتفع خلالها نسب البطالة لتلامس السبعين في المئة لان كل القطاعات تعاني، وتؤكد انها كمهندسة ديكور لم يعد لديها خبزا في وطنها، مبدية أسفها على ما دفعه والدها من اموال لتأمين مستوى جيد من التعليم العالي لها ولشقيقها.

ويرى سمير (تاجر) أن ″الأمور باتت لا تطاق وأن الخسائر تتوالى يوما بعد يوم حتى بتنا على شفير الافلاس، في وقت لم يعد لدينا القدرة على شراء البضائع ولا على تصريف ما عندنا، ونحن نرى بأعيننا أننا ذاهبون نحو الهاوية وما بيدنا حيلة″.

ويعبر زياد (موظف) عن مخاوفه أن يؤدي إفلاس الدولة الى أن تتوقف عن دفع رواتب موظفيها، لافتا الى أننا بتنا ننتظر كل شهر وأيدينا على قلوبنا خوفا من عجز الدولة عن تأمين الرواتب التي هبطت قيمتها تلقائيا مع إرتفاع سعر الدولار.

حال باية حال ستكون عليه السنة الجديدة؟ سؤال اجمع كل من التقيناه بأن الحال من المؤكد لن يكون افضل، وان السنة الجديدة ستجعلنا نترحم على سابقاتها ونتمنى لو تعود بنا الايام الى الوراء على رغم قساوة ما مضى.