من المفترض أن يفتح قصر بعبدا أبوابه غدا الخميس أمام الاستشارات النيابية الملزمة المؤجلة من يوم الاثنين الفائت، لكن من دون أن يكون في الافق أي حل سواء على صعيد التكليف أو من ثم التأليف، حيث أن الأيام الخمسين التي أمضاها رئيس الجمهورية ومعه الوزير جبران باسيل وأجروا فيها إختبارات سياسية لمرشحين بحجة التوافق على التأليف قبل التكليف لم تجدِ نفعا بل على العكس حملت مزيدا من التعقيدات سوف تترجم يوم غد على الأرجح بـ لا تكليف.
كل السبل ما تزال مقفلة ولا يوجد أي مؤشر إيجابي لاعادة فتحها في غضون 24 ساعة، خصوصا أن الرئيس سعد الحريري لن يرضى بتكليفه من دون حصوله على أصوات واحدة من كتلتيّ “التيار الوطني الحر” أو “القوات اللبنانية” لتأمين أمرين: الأول الميثاقية التي يتمسك بها الحريري بالرغم من أن نوابا مسيحيين في كتل أخرى سيقومون بتسميته، والثاني حصوله على عدد وازن من الأصوات يفوق السبعين.
يسعى كل من الفريقين المسيحيين الى إخضاع الحريري لشروطهما، فالتيار يريد حكومة تكنوسياسية يُمثل فيها ويختار الوزارات الدسمة التي يراها مناسبة له، بما يتعارض مع تطلعات الشارع المنتفض والمجتمع الدولي على حد سواء، والقوات تريد حكومة تكنوقراط من دون وجوه سياسية بما يتعارض مع توجهات قوى 8 آذار التي تخشى حكومة من هذا النوع، ما يجعل الحريري في وضع لا يحسد له، فهو يحتاج الى أن يكون رئيسا للحكومة، لكنه غير قادر على أن يتكلف ضعيفا، وفي حال قبل بذلك لن يستطيع التأليف، وفي حال نجح في التأليف قد لا يحصل على ثقة المجلس النيابي، وحتى الآن لا يبدو أن في نيته طرح إسم بديل عنه لتمرير المرحلة الصعبة بحكومة إنقاذ.
كيف سيكون سيناريو يوم الخميس؟
ثمة أكثر من سيناريو يتم التداول به، في ظل عدم التوصل الى أي توافق أو حل حيال هذه الاستشارات، ومنها:
أولا: أن يصرّ رئيس الجمهورية على إجراء الاستشارات وأن يحصل الحريري فيها على عدد ضئيل من أصوات النواب فيعتذر عن التكليف ليصار الى تحديد موعد آخر لاستشارات جديدة.
ثانيا: أن يتدخل الرئيس نبيه بري كما فعل يوم الاثنين الفائت ويقنع رئيس الجمهورية بتأجيل ثالث سيكون له تداعيات سلبية في الشارع وعلى البلد برمته.
ثالثا: أن ينجح الثنائي الشيعي في ممارسة ضغط على الحريري وعلى التيار الوطني الحر للوصول الى تسوية معينة، وهو أمر مستبعد وبالغ الصعوبة في ظل تمسك كل طرف بموقفه.
رابعا: أن تفضي الساعات القليلة المتبقية الى التوافق على شخصية يرضى عنها الحريري تكلف بموجب إستشارات الخميس، وفي هذا الصدد بدأت أروقة مجلس النواب تشهد همسا بأسماء القاضي خالد قباني، الوزيرة ريا الحسن والنائب بهية الحريري.
خامسا: أن تقاطع بعض الكتل النيابية الاستشارات ما يضطر رئيس الجمهورية الى تأجيلها، وهو أمر قد يأخذ البلد الى مزيد من التوتر السياسي الذي ربما يترجم مواجهات في الشارع.
فيديوهات قد تعجبك:
-
بالفيديو: العثور على ضبع في دير عمار
-
بالفيديو: حقيقة بناء جدار حديدي فاصل في وسط بيروت
-
بالفيديو: شاب فقد الذاكرة بعد تعرضه للضرب.. والطبيب يوضح
-
بالفيديو: سامر صيداوي يوضح ويعتذر
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
لماذا نأى باسيل بنفسه عن الحكومة.. وهل يلتحق بالثورة؟!… غسان ريفي
-
الأفق الحكومي مظلم.. والتكليف لا يعني التأليف!… غسان ريفي
-
من يتآمر على الثورة.. وعلى طرابلس؟… غسان ريفي