مخاوف ″مشروعة″ على الحراك الشّعبي لبنانيا وطرابلسيا… عبد الكافي الصمد

مخاوف كثيرة بدأت ترتسم حول الحراك الشعبي في طرابلس، ومصيره وخريطة طريقه خلال الفترة المقبلة، وكيفية تعامله مع التطورات الحالية والمرتقبة، وحول الآمال الكبيرة التي علقت عليه، والخشية من ضياعها في زواريب السياسة والإنقسامات الطائفية والمذهبية، والتدخلات الخارجية على اختلافها.

هذه المخاوف والخشية نبعت من أسباب عدّة، من أبرزها ما يلي:

أولاً: برغم أن أغلب مطالب الحراك الشعبي تنال تأييداً من معظم الشعب اللبناني، وتلقى دعماً منه بهدف تحقيقها، أو تحقيق الجزء الأكبر منها، إلا أن هذه المطالب تتفاوت من جهة الأهمية والأولوية، ما جعل وضع برنامج واضح لمطالبها متعذراً، كما هو حال إيجاد قيادة أو مرجعية موحدة لهذا الحراك، بعدما باءت بعض هذه المحاولات بالفشل، الأمر الذي يترك الحبل على غاربه في الشارع، ويُسبّب فوضى وإرباكاً واسعين.

ثانياً: بسبب غياب قيادة أو مرجعية سياسية موحدة للحراك الشعبي، فقد إستغل العديد من الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية موجة الشارع من أجل ركوبها، إما لتحقيق مآربهم ومصالحهم على ظهره، أو لتصفية حسابات معينة مع خصومهم، أو تلبية وتقاطعاً مع جهات خارجية تعمل من أجل اغتنام الحراك لمصلحتها بعد تحويل مساره، إضافة إلى فتح هذا الأمر الباب أمام أكثر من طابور خامس، داخلي وخارجي، كي يتلطى وراء الحراك لتنفيذ أجندته.

ثالثاً: بات واضحاً حجم الإستياء الكبير في صفوف أصحاب المصالح من تجار وأصحاب مؤسسات تجارية وصناعية وخدماتية، ومن عمّال وموظفين وأجراء يعملون يوماً بيوم كي يؤمّنوا قوت عيالهم، من قطع المحتجين والمشرفين على الحراك الشعبي الطرقات والشوارع، ما جعل أعمالهم تتوقف منذ قرابة شهر، وألحق بهم خسائر كبيرة ليسوا قادرين على تحمّلها، الأمر الذي جعل هذه الفئات تعبّر عن إستيائها من هذه التصرفات، وتدفعها نحو التحوّل ليصبحوا ضد الحراك بعدما كانوا من أبرز الداعمين له.

رابعاً: مضى نحو شهر على إغلاق الجامعات والثانويات والمدارس الرسمية والخاصة أبوابها بسبب قيام المحتجين بالإعتصام أمامها، ما بات ينذر بضياع موسم دراسي كامل على الطلاب، وهو ما أثار إستياءً كبيراً على مستويات عدّة، وجعل الحراك الشعبي في موقع المتهم بتدمير وتضييع مستقبل جيل بأكمله.

خامساً: يبقى الخوف الأمني الهاجس الأكبر لدى أهالي طرابلس والداعمين والمؤيدين للحراك الشعبي، والخشية من حصول إشكالات أو تطورات أمنية ما ستؤثر سلباً على صورة طرابلس الحضارية والسلمية الرائعة في الأيام الأخيرة، التي جعل منها “أيقونة” و”عروس” الثورة، وإضاعة فرصة لا تعوّض بسهولة من أجل رفع وإبعاد صورة نمطية سلبية عن طرابلس، التي صوّرها كثيرون سابقاً على أنها مدينة إرهابية ومنغلقة ومتشدّدة، فإذا بها في أقل من شهر تقدّم صورة ولا أجمل لمدينة تستحق وتوجب على أهلها الحفاظ عليها برموش العيون.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو: مايا دياب تثير الاستياء.. هذا ما قالته عن السيد حسن نصرالله

  2. بالفيديو: موقف طريف لمراسلة على الهواء مباشرة

  3. بالفيديو: سقوط قذيفة قرب مجمع تابع لـ حزب الله

  4. بالفيديو: راهبة تهتف ثورة ثورة


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


مواضيع قد تعجبك:

  1. والدة الزميلين جورج ومارسيل غانم في ذمّة الله

  2. بالصورة: هبوط طائرة ركاب اضطرارياً في جبال الضنية

  3. كارين رزق الله: شو المقصود.. تخويفنا كرمال نساهم بإفلاس البلد؟


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغ


 

Post Author: SafirAlChamal