عيد ميلاد على طريق شكا ـ بيروت في ذكرى الانهيار.. سنة حلوة يا جبل… لميا شديد

جاءت الذكرى السنوية الأولى لانهيار الجبل عند نفق حامات على المسلك الغربي للاوتوستراد مميزة وطريفة بالرغم من أنها تذكر المواطنين بأبشع مشهد للذل والمعاناة على الطريق، المشهد الذي لا يمكن ان ينساه المواطنون لأن ما تكبدوه من عذاب ومعاناة للانتقال من الشمال الى المناطق اللبنانية الاخرى لا يزال أمام أعينهم، مشهد ارتال السيارات والانهيارات المتكررة التي فاجأت المواطنين والحقت الاذى بهم وبصحتهم وبسياراتهم بالاضافة الى المسافات التي اضطروا لاحتيازها عبر الطرق الداخلية في بلدتي حامات وووجه الحجر الى الطريق البحري القديم ما تسبب بإضاعة المزيد من الوقت للوصول الى مراكز العمل أو إنجاز معاملة أو عمل ما.

عند نقطة انهيار الجبل تجمع الثوار تلبية لدعوى الحراك المدني رفعوا اللافتات والاعلام اللبنانية وانشدوا النشيد الوطني اللبناني ثم قطعوا قالب حلوى كتب عليه happy birthday ya jabal وغنوها على وقع الهتافات وعلى وقع ابواق السيارات التي تجاوب اصحابها مع لافتة كتب عليها ″إذا كنت مع الثورة زمّر″ في ظل انتشار لضباط وعناصر القوى الامنية والجيش اللبناني.

وتسببت الوقفة الرمزية التي نفذها جمهور الثورة مع الحراك المدني من البترون والكورة ومناطق شمالية بزحمة سير على المسلك الغربي للسيارات وعملت عناصر قوى الأمن على تنظيم السير.

وقال جليل سركيس من بلدة شكا: ″منذ 25 يوما بدأنا الثورة واليوم اجتمعنا هنا لنذكرهم ان الجبل انهار علينا منذ اقل من سنة وانقطع الشمال عن المناطق اللبنانية الاخرى والمضحك في الموضوع ان العمل في الجدار بدأ منذ 3 أيام ويقال ان الاعمال تتطلب حوالى الستة أشهر ما يعني انها لن تنتهي لأن الامطار آتية وستتوقف الاعمال وسينهار الجبل مرة جديدة وسنسلك طريق حامات والطريق البحري الذي ليس أقل خطرا من الاوتوستراد. وها هو الجدار مهدد بالانهيار في أي لحظة بسبب التفسخ والتشققات التي تجتاحه وهو بحاجة لهدم واعادة بناء من جديد لكي تكون الاعمال سليمة. في الحقيقة لا نتوقع شيئا من هؤلاء المسؤولين”. وتوجه الى كل المسؤولين المعنيين والى الهيئة العليا للاغاثة بالقول: “تذكروا الشمال لأنه يستحق اهتماما ولا يجوز أن نترك ابناء طرابلس وعكار وبشري وزغرتا والكورة والبترون يرزحون تحت المعاناة على الطرق وتمضية ساعات وساعات للوصول الى حيث يريدون.″

الدكتور ألبير إندراوس قال: ″وقفتنا اليوم للتعبير عن الاستياء من عمل الحكومة ومجلس النواب. هذا الخراب الموجود بين شكا والبترون عمره سنة ومن دون أن يتحرك أحد من المسؤولين وما حصل هنا هو حادث طارىء يجب التعاطي معه كما يتم التعاطي مع الكوارث. ما نشهده من أعمال بدأت منذ أيام قليلة هو أمر مضحك ومبكي لأنه لن يكون بالامكان انجاز الاعمال المطلوبة ما يعني ان مسيرة المعاناة مستمرة في ظل خطر الانهيار الذي يتهددنا. كل هذا يؤكد ان هناك تعب اعصاب بانتظارنا وهناك كلفة اضافية للمحروقات في حال بقيت متوفرة بالاضافة الى خسارة الوقت للوصول الى اعمالنا اذا سلكنا الطريق القديم المجبول بالخطر ايضا. للاسف لا مسؤولين بكل ما للكلمة من معنى والحكومة فشلت لأن لا أحد مناسب في المكان المناسب وكما كل شيء في هذه الدولة.″

واضاف: ″نريد دولة حديثة ولا يهمنا من يكون مسؤولا فيها، خسرنا اولادنا الذين غادرونا هربا من الوضع. أملنا ان يتحرك كل مسؤول وبسرعة لحل كل المشاكل والازمات ومنها هذا الطريق والجدار المنهار.″

أما فادي موزايا فأكد أن ″وقفتنا اعتراضية على سنة من الاهمال لصحتنا والسلامة المرورية وما نطالب به هو وجود وزارة تخطيط ترسم الطريق الصحيح لتنفيذ المشاريع وفقا للاولوية. للأسف هناك مواطنين غمرتهم الاتربة والحجارة التي انهارت الى جانب حوادث السير التي بلغت الآلاف على هذا الطريق بسبب الفصل في منتصف المسلك.هناك أولوية هي الصحة والسلامة المرورية والسلامة العامة قبل أن نسأل عن مستقبلنا الذي هو دائما بخطر بما أن حاضرنا بخطر. نحن نطالب برفع الاهمال عنا والضرائب التي تجبى يجب أن تصرف لمصلحة المواطنين وسلامتهم.″

وأكدت لاريسا ابو حرب أن ″نقف اليوم أمام الحائط الشهير لنفق حامات الذي انهار منذ 11 شهرا والدولة اهملته. ما عرفناه ان الملف انتقل من وزارة الاشغال الى الهيئة العليا للاغاثة ومجلس الانماء والاعمار ولم نعد نعلم من هو المسؤول في ظل خطر يتهدد المواطنين العابرين في كل لحظة لأنه بالامس انهارت صخرة من الجبل وها هي الامطار في طريقها الينا وسيكون هناك المزيد من الانهيارات والكوارث بانتظارنا والمعاناة ايضا وزحمة السير.” وسألت إذا كان توقيت البدء بالأعمال منذ 3 أيام هو توقيت بريء الا اننا نشك في ذلك وحتى لو كان بريئا لن يكون بالامكان انجاز الاعمال بالسرعة المطلوبة.” وتابعت: “جئنا اليوم نحيي ذكرى الانهيار ونقطع قالب حلوى لأننا لن نقطع الطرق بعد اليوم ولسنا قطاع طرق كما وصفونا وتجاوبنا مع الدعوات للتحرك في النقاط الحساسة وليس أكثر من هذه النقطة حساسية على أمل ان تتحرك الدولة.″