ميقاتي يُلاقي ثورة اللبنانيين ويهاجم العهد.. إرفعوا أيديكم عن القضاء والجيش.. غسان ريفي

لم يكن الرئيس نجيب ميقاتي في يوم من الأيام بعيدا عن أهله وناسه وعن معاناتهم وهو الذي وقف وما زال يقف الى جانبهم ويغطي تقصير وإهمال وحرمان الدولة على أكثر من صعيد، كما لم يتهرب ميقاتي في يوم الأيام من مسؤولياته الوطنية، فبعد زلزال إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نقل لبنان من ضفة التوترات الى بر الأمان وأجرى إنتخابات نيابية شهد العالم كله بنزاهتها وديمقراطيتها، وعندما ناداه الواجب مجددا ترأس الحكومة وحمى لبنان من بركان الثورات العربية وإبتكر شعار النأي بالنفس الذي تحول فيما بعد الى حكمة وطنية، محافظا بذلك على الاستقرار والأمن والاقتصاد.

قبل ثلاث سنوات، إقتنع الرئيس نجيب ميقاتي بأن إنتخاب الرئيس ميشال عون لن يوحد اللبنانيين، لذلك إتخذ قرارا تاريخيا بعدم التصويت له، واليوم وصل كل اللبنانيين الى هذه القناعة التي إستشرفها ميقاتي قبل الانتخابات الرئاسية ونزلوا الى الشارع مطالبين باسقاط النظام.

خاض ميقاتي واحدة من أشرس المعارك الانتخابية في العام 2018 في وجه السلطة، وأكد شرعيته الشعبية بحصوله على الرقم الأعلى، فتوّج السني الأول في لبنان، ثم عمل على ترجمة ذلك بحماية الدستور، والحفاظ على إتفاق الطائف، وتقدمه الصفوف ليكون كاسحة ألغام أمام إستهداف رئاسة الحكومة والصلاحيات والحفاظ على هيبة وموقع رئيس مجلس الوزراء.

كل ذلك لم يكن ليمر مرور الكرام لدى تيار سياسي يسعى الى إضعاف رئيس الحكومة، وتعديل الدستور بالممارسة وضرب إتفاق الطائف، فقرر إستهداف خط الدفاع الأول المتمثل بالرئيس ميقاتي لتشويه صورته بوسائل عدة من خلال فبركات وإفتراءات وأضاليل أثبتت الحقائق والوقائع والتحقيقات أنها لا تمت الى الحقيقة بصلة ومن بينها ملف القروض السكنية الذي حفظه المدعي العام المالي وتحول لصالح “مجموعة ميقاتي” بتهمة الافتراء والتشهير.

ومما زاد الطين بلة، هو تفاعل ميقاتي مع ثورة الشعب اللبناني، ودعم وجوده في الساحات، ومن ثم تقديمه حلا متكاملا يقضي بالتوافق على إستقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة من دون الوزير جبران باسيل، الأمر الذي أخرج تيار السلطة عن طوره، فأعاد تحريك ملف الاسكان المحفوظ لدى المدعي العام المالي صاحب الاختصاص، من خلال القاضية غادة عون التي إجتازت كل الطرقات المقطوعة لتصل الى مكتبها لانجاز هذا الادعاء، وكان الأجدى بها أن تنتظر فتح الطرقات وهدوء الاحتجاجات، الأمر الذي إعتبره الرئيس ميقاتي في مؤتمره الصحافي رسالة من العهد بأنه “طفح الكيل منك ومن مواقفك” مؤكدا أن “الرسالة وصلت”.

يمكن القول أن ما قاله ميقاتي في مؤتمره الصحافي يتلاقى مع مطالب المحتجين في الشارع، حيث وجه رسائل سياسية من العيار الثقيل الى رأس العهد رئيس الجمهورية فرسم بداية خطوطا حمراء أمام صلاحيات رئاسة الحكومة وإحترام المقامات والتوازن في السلطة، ثم تحدث الى رئيس الجمهورية باسم كل اللبنانيين بأن “إرفعوا أيديكم عن القضاء ولا تسيّسوه وتستخدموه لقضاء حوائجكم، وإرفعوا أيديكم عن الجيش، ولا تكتموا صوت الاعلام، وإحترموا خيارات اللبنانيين المتظاهرين”، كما دعا الرئيس عون الى “التخلص من المحيطين به الذين جمعوا بمساوئهم اللبنانيين ضد عهده”..

لا شك في أن كلام ميقاتي وضع النقاط على الحروف وشكل صدى لصوت الشارع الذي يرفض بشكل مطلق أن يستخدم العهد القضاء لتسليط السيف على معارضيه لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة بدأت بوادرها تظهر في الساحات، مشددا وبثقة مطلقة على أنه مستعد لرفع السرية المصرفية عن حساباته وأنه سيبقى تحت سقف القانون والقضاء.


فيديو:

  1. بالفيديو: ثورة طرابلس .. ساحات فرح

  2. بالفيديو: طرابلس عروس الثورة.. كل أهلها في ساحة عبدالحميد كرامي

  3. بالفيديو: مارسيل خليفة يُلهب بصوته ساحة الاعتصام في طرابلس

  4. بالفيديو: ميشال عون يقدم استقالته في ساحة النور


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. لبنان الى الساحات اليوم.. في مشهد وطني قد يدخل التاريخ… غسان ريفي

  2. الدولة تدرس إمكانية إلغائه.. من يُنقذ معرض رشيد كرامي الدولي؟… غسان ريفي

  3. إنتخابات المجلس الشرعي: المستقبل لم يلتزم بإتفاقه مع العزم.. ويسلب الصفدي مرشحه… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal