بدت طرابلس اليوم عروس المدن اللبنانية بثورتها ورقيها وتفاعل أهلها وإنضباطهم، حيث ضاقت ساحة عبدالحميد كرامي على رحابتها بالطرابلسيين وجيرانهم من المناطق المجاورة وفاضت الى شوارع المعرض والروكسي والسراي وشارع مصلحة المياه، حيث رفع الجميع شيوخا وشبابا وطلابا ورجالا ونساء وأطفالا من مختلف الطبقات والفئات والطوائف والمذاهب العلم اللبناني، وإلتزموا الأغاني الوطنية ونادوا بالثورة وباسقاط هذه السلطة الفاسدة.
كثيرة كانت النشاطات في ساحة عبدالحميد كرامي التي تولى ″حراس المدينة″ مشكورين عمليات التنظيم ومنع أصحاب الدراجات النارية من الدخول الى الساحة التي تحولت الى أشبه بكرنفال تضمن ركوب خيل وسيف وترس وحلقات دبكة ورقص، كما كانت لمشاركة الفنان مارسيل خليفة وكورال الفيحاء نكهة مميزة أعطت مزيدا من الزخم للمتظاهرين الذين تضاعفت أعدادهم مساء حتى غدوا بحرا من البشر في تلك البقعة.
هي الأكثرية الصامتة عبرت عن نفسها في طرابلس، وقالت كلمتها بصوت عال، من دون أن تخشى أي كان، وأن تحسب حسابا لأي كان، واضعة مصلحة لبنان واللبنانيين فوق أي إعتبار، وموجهة رسالة شديدة اللهجة الى العهد والحكومة بأن طرابلس هي العاصمة الثانية التي تحتاج الى كل أنواع الخدمات والمشاريع وفرص العمل، وبالتالي فإن أي سلطة قد تأتي من دون أن تضع طرابلس في أولوياتها ستسقط في الشارع الطرابلسي الذي شكل نموذجا يحتذى اليوم بالثورة لكل الشوارع اللبنانية.
