إنتخابات المجلس الشرعي: المستقبل لم يلتزم بإتفاقه مع العزم.. ويسلب الصفدي مرشحه… غسان ريفي

كثيرة هي الملاحظات التي يمكن تسجيلها حول إنتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في طرابلس وأقضية الشمال، خصوصا بعدما أثبتت النتائج أن التعادل في السياسة كان سيد الموقف، حيث خرجت اللائحتان المتنافستان (تيار العزم وحليفيه فيصل كرامي وجهاد الصمد من جهة) و(تيار المستقبل من جهة ثانية) ″حبايب″ حيث نجحت كل منهما في إيصال ثلاثة مرشحين الى المجلس الشرعي، في حين فاز الدكتور ربيع دندشي المدعوم من النائب السابق محمد الصفدي الذي تعرض بدوره لمحاولات زرقاء هدفها الإستيلاء على هذا الفوز لتسجيل إنتصار وهمي للمستقبل.

هذه النتائج تؤكد بما لا يقبل الشك، بأن ما أفرزته الانتخابات النيابية في العام 2018 من توازن ومن تنوع سياسي ما يزال قائما في طرابلس وأقضية الشمال، علما أن الرئيس نجيب ميقاتي رفض بشكل قاطع خوض هذه الانتخابات بالسياسة، وحرص على إخراجها بصورة هادئة، وأكد مرات عدة بأننا على توافق مع الرئيس فؤاد السنيورة، لكن ما أثبتته العملية الانتخابية هو أن ما إلتزم به السنيورة أطاح به الأمين العام أحمد الحريري متعاونا على قضاء حوائجه ببعض الأجهزة والمفتي مالك الشعار، ما يؤكد أن المستقبل لم يعد متماسكا وأن كل فريق فيه يخوض الاستحقاقات على طريقته ووفق أهوائه وطموحاته، الأمر الذي بدأ ينعكس سلبا على التيار الأزرق المهدد بفقدان مصداقيته أمام الحلفاء والأصدقاء في حال إستمر كل فريق فيه يغني على ليلاه..

في المحصلة، يمكن القول إن هذا التعادل في الانتخابات تميل كفته لمصلحة العزم الذي أوصل ثلاثة مرشحين من أصل أربعة من بينهم الدكتور عبدالاله ميقاتي الذي حل في المرتبة الأولى بـ 76 صوتا، في حين فاز من لائحة المستقبل ثلاثة مرشحين من أصل خمسة.

الملاحظات التي يمكن تسجيلها هي:

أولا: إن البيان الذي وزعه مكتب الاعلام في تيار المستقبل بطرابلس عقب صدور النتائج وأكد أن لائحته فازت بأربعة مرشحين، معتبرا أن الدكتور ربيع دندشي هو أحد أركان هذه اللائحة، يعني أن المستقبل خاض الانتخابات بستة أعضاء وليس بخمسة كما قضى التوافق مع العزم، وهذا يلغي فكرة إعطاء أصوات زرقاء لمرشحي العزم، كما يهدف الى سلب النائب السابق محمد الصفدي الفوز الذي حققه من خلال الدكتور دندشي الذي رد مساء أمس بشكل غير مباشر على المستقبل عندما شكر الصفدي على تبنى ودعم ترشيحه.

ثانيا: كان واضحا أن هناك حربا شعواء على مرشح العزم عبدالرزاق قرحاني قادها المفتي مالك الشعار، وهذه الحرب لم يكن الشعار ليقودها لو لم تكن مغطاة من تيار المستقبل، ما يعني أن التيار الأزرق لم يلتزم بالعهود التي قطعها لتيار العزم باعطاء الأصوات الى مرشحيّه وهو عمل مع الشعار على حجب الأصوات عن قرحاني، في حين أثبتت عملية فرز الأصوات إلتزام تيار العزم بالتصويت لثلاثة من مرشحي المستقبل وعلى رأسهم الدكتور بلال بركة كما قضى الاتفاق.

ثالثا: خرج المستقبل من هذه الانتخابات وهو على خصومة مع كثير من الأطراف، في مقدمتهم عدد من المرشحين المنفردين الذين تلقوا وعودا بضمهم الى اللائحة من دون أن يصار الى تنفيذها، إضافة الى غضب في الضنية يمثله الدكتور أحمد فتفت، جراء عدم الوفاء مع المرشح عمر ياسين الذي بدا واضحا أنه تسبب بإرباك واضح لتيار المستقبل ما دفع الأخير الى إستهدافه بالمباشر من خلال نشر لائحة عشية الانتخابات تتضمن إسمه، وذلك بهدف ايجاد شرخ بينه وبين الناخبين من خارج التيار الأزرق، ومن ثم عدم التصويت له، لكن ياسين أثبت رغم كل ذلك، أنه أحد الأرقام الصعبة حيث حصل على 35 صوتا متساويا بذلك مع مرشح المستقبل توفيق بصبوص الذي كان على اللائحة الزرقاء ولم يحالفه الحظ.

رابعا: بعد إجراء إنتخابات المجلس الشرعي وفي ظل الأجواء الديمقراطية التي فرضت نفسها، لم يعد هناك أي ذريعة أو حجة لعدم إجراء إنتخابات لاختيار مفت جديد لطرابلس والشمال، خصوصا أن المفتي مالك الشعار تنتهي ولايته المجددة في نهاية العام الحالي، وهو أمر تلقفه النائب فيصل كرامي الذي أكد أن لا مبرر لعدم حصول هذه الانتخابات، ولا مبرر لاعتماد التعيين أو التجديد.


فيديو: 

  1. بالفيديو: مشهد مؤثر في لبنان.. مسنّ يأكل من مكب للنفايات

  2. بالفيديو: دومينيك حوراني تسقط أثناء استعراض مهاراتها وتنقل إلى المستشفى

  3. فيديو موجع داخل مخفر الدرك: الأب والأم يتعاركان.. والطفلة تبكي وتصرخ

  4. بالفيديو: أحد أكبر تجار تصنيع الدبق بقبضة قوى الأمن


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. شعب ما بيفرز… غسان ريفي

  2. طرابلس تحتضن ميقاتي.. وترد على حملات إستهدافه سياسيا… غسان ريفي

  3. قيادات وأهالي طرابلس ينشغلون بتوقيفه.. من هو الشيخ كنعان ناجي.. غسان ريفي

  4. ميقاتي يرفع السقف السياسي.. ويواجه الاستهداف… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal