قيادات وأهالي طرابلس ينشغلون بتوقيفه.. من هو الشيخ كنعان ناجي.. غسان ريفي

إنشغلت طرابلس بقياداتها وأهلها بتوقيف مسؤول تنظيم جند الله الشيخ كنعان ناجي (66 سنة) على يد قوة مشتركة من الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش اللبناني فجر اليوم، بناء على مذكرة إحضار صادرة عن القاضي مارسيل باسيل للاستماع الى شهادته في قضية الارهابي عبدالرحمن مبسوط، حيث بوشرت الاتصالات السياسية في المدينة وعلى أعلى المستويات من أجل معالجة هذا الأمر، خصوصا أن عملية التوقيف كان لها أثرا سلبيا بالغا على أهالي المدينة الذين إعتبروا أن ثمة مظلومية دائمة تقع عليهم في وقت تتم فيه التسويات في كل المناطق، وكان آخرها ما حصل في قبرشمون.

عملية التوقيف تركت وراءها سلسلة تساؤلات حول التوقيت، خصوصا أن مذكرة الاحضار صادرة منذ فترة، كما أن مذكرات التوقيف التي كانت صدرت بحق الشيخ ناجي على خلفية جولات العنف في طرابلس هي منذ العام 2014 أي منذ نحو خمس سنوات، ولم يصر الى تنفيذها، فلماذا حصل التوقيف اليوم؟ وهل ما حدث يرتبط بملفات أخرى وبتوقيف بعض العملاء وفي مقدمتهم العميل عامر الفاخوري على قاعدة ستة وستة مكرر المعتمدة في لبنان؟، وما الفائدة اليوم من إستفزاز الشارع السني أكثر فأكثر وهو الذي يشعر بالظلم ويطالب بالعفو العام عن الموقوفين الاسلاميين؟، وهل من يريد أن تتحول التظاهرات المطلبية في طرابلس الى تظاهرات غضب على قاعدة هذا الشعور بالظلم وتوقيف مشايخ من الطائفة السنية؟..

تشير المعلومات الى أن المحامي حسين موسى يتابع قضية الشيخ كنعان ناجي قضائيا، في حين تتكثف الاتصالات السياسية لمعالجة هذه القضية، خصوصا بعدما أثبتت كل الوقائع أن الارهابي عبدالرحمن مبسوط لم يكن منظما ضمن جند الله، ولم يكن من الحرس الشخصي للشيخ ناجي وإنما كان يتردد على حلقات تعليم القرآن الكريم التي كان مكتبه ينظمها، وكان على علاقة بأحد الحراس الذي قام ببيعه بندقية وقد تم توقيف هذا الحارس على خلفية ذلك.

وفي هذا الاطار تشير مصادر مطلعة الى أن الشيخ كنعان ناجي لم يرفض الذهاب الى القضاء للادلاء بشهادته في هذه القضية، وإنما كان ينتظر حل مسألة مذكرات التوقيف الصادرة بحقه، والتي تشير المعلومات الى  أن وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق عمل على معالجتها ورفعها عن بعض المشايخ والناشطين الذين تورطوا في جولات العنف والذين كانوا ينضوون ضمن اللقاء الوطني ـ الاسلامي.

من هو الشيخ كنعان ناجي؟

برز إسم الشيخ كنعان ناجي في السبعينيات من القرن الماضي عندما قاد تنظيم جندالله خلفا للشيخ فواز حسين آغا، والذي شارك آنذاك في الحرب الأهلية إنطلاقا من معارضته للمارونية السياسية، ثم إنضم الشيخ ناجي وتنظيمه الى حركة التوحيد الاسلامي في العام 1982 تحت إمرة الشيخ الراحل سعيد شعبان، ثم في العام 1986 أي بعد حرب طرابلس ودخول الجيش السوري الى طرابلس وإغتيال الشهيد خليل عكاوي (أبو عربي) غادر كنعان ناجي المدينة بعدما شعر أن حياته مهددة، وبعدما تبلغ من أكثر من جهة بأنه سيكون التالي بعد أبو عربي، فأقام بما كان يعرف بالمنطقة الشرقية من بيروت، وإستمر هناك لسنوات عديدة.

في العام 2003، وبناء على تسوية مع السوريين عاد كنعان ناجي الى طرابلس وأعاد فتح مكاتبه، لكنه لم يمارس أي عمل سياسي أو عسكري، وبعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتحريض السياسي والمذهبي الذي بلغ أشده من قبل تيار المستقبل، تحرك ناجي داعما للتيار الأزرق، ورفض أحداث 7 أيار في العام 2008، لكنه كان حريصا على عدم إغراق طرابلس بالصراع المذهبي، فكان يفرق بين الحزب العربي الديمقراطي وبين أهالي جبل محسن، لافتا الى أن العلاقة مع الجبل تاريخية، وهي قائمة على أساس الاغناء وليس الالغاء، وكان من مناصري إستكمال المصالحة، كما كان أكثر المتحمسين لتنفيذ الخطة الأمنية عام 2014 وإنتشار الجيش على محاور القتال وفي المناطق الساخنة، لكن ذلك لم يشفع له فصدرت بحقه أكثر من مذكرة توقيف على خلفية أحداث طرابلس، من دون أن يعمل التيار السياسي الذي كان يدعم توجهاته على معالجتها، بينما تمت معالجة العديد من المذكرات التي صدرت بحق أشخاص آخرين، خصوصا أن كنعان ناجي ومنذ الخطة الأمنية لم يتحرك سياسيا أو عسكريا، وهو كان شبه متقاعد في منزله.

وكان قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل إستجوب الشيخ ناجي في ادعاء النيابة العامة العسكرية عليه وعلى آخرين بجرم التدخل في جريمة طرابلس التي وقعت عشية عيد الفطر، وادت الى استشهاد أربعة عسكريين، وأصدر مذكرة توقيف مؤقتة وجاهية بحقه سندا لمواد الادعاء.


فيديو:

  1. بالفيديو: محاكاة.. ضرب كفرفالوس بالكيماوي

  2. بالفيديو: حطموا سيارته أمام أعينه.. والسبب خلاف عائلي

  3.  بالفيديو: مشهد مخيف برسم المعنيين

  4.  بالفيديو: لحظة اقتحام مكتب قناة ″العربية″ والاعتداء على الموظفين

  5.  بالفيديو: في لبنان.. طفل يسقط من شرفة منزل ذوية


    لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


    مواضيع ذات صلة: 

  6. ميقاتي يرفع السقف السياسي.. ويواجه الاستهداف… غسان ريفي

  7. تناقضات العلاقة بين العهد وباسيل وبين الحريري.. تبادل أدوار أم تفاهم الضرورة؟… غسان ريفي

  8. ميقاتي يقرع جرس الانذار بالاتجاهين.. هل وصلت الرسائل؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal