كعادته في كل عام، تحمّل المواطن نضال عبد الهادي (أبو الفقراء) عبء تقديم 210 حصص قرطاسية الى تلامذة من الطبقات الشعبية الفقيرة، متجاوزا الأزمة الاقتصادية الصعبة، وضعف سوق البسطات في طرابلس الذي إحترق قبل أشهر بكامله، لكن إصراره على زرع البسمة على وجوه الطلاب وتخفيف عنهم وطأة شراء القرطاسية دفعه الى مضاعفة العمل على بسطته المحدودة، وفي جمع التنك وبيعها لاعادة تدويرها، وإقتطع جزءا من مدخوله البسيط، لشراء هذه الكمية من القرطاسية التي أدخلت البهجة والفرح الى قلوب 210 تلاميذ في مدرسة المجد في القبة، إضافة الى تنظيمه حفلا فنيا لأكثر من 600 تلميذ غنوا ورقصوا وأشاعوا جوا من السرور في أرجاء المدرسة.
حرص أبو الفقراء على تسليم كل طالب حصته من القرطاسية بنفسه، وهو أكد أن ما يقوم به هو من مال الله الذي يعطيه للعبد، فإما أن يأخذه كاملا لنفسه، أو أن يقتطع جزءا منه لعمل الخير، وقد إختار هو الأمر الثاني، لأنه يريد أن يسعد الفقراء، مشددا على أننا كلنا فقراء، وكلنا محتاجون، وعلينا دائما أن نساعد بعضنا البعض، وقال: أنا منكم وأشعر معكم، وأنا فقير، وسعيد في هذا الحفل الذي نوزع فيه القرطاسية عليكم، وإن شاء الله سوف نقيم إحتفالا في نهاية العام لتكريم الناجحين والمتفوقين وتقديم الهدايا لهم، فمن حق الفقراء أن يتعلموا، ومن حق الفقراء أن يكونوا متفوقين، وأنا لن أترك مساعدة الفقراء، وكلما توفر معي بعض المال سوف أعمل على شراء بعض الحاجيات التي يحتاجها إما الطلاب، أو الأطفال، أو الأيتام أو المسنون، أو المعوقون لأن من يقف الى جانب الناس يقف الله دائما الى جانبه.
كما تحدث مدير المدرسة المربي محمد الشيخ فأثنى على مبادرة أبو الفقراء، شاكرا إياه على إهتمامه بهذه الشريحة من التلاميذ.
ثم أقيم حفل فني غنائي بالمناسبة.
