مرة جديدة وفي اقل من اسبوعين اثبت البيت الزغرتاوي ان بامكانه جذب الانظار بكثافة الى معرض من تنظيمه لا يشبه بقية المعارض، بل يتمايز عنها، انه ثلاثي الابعاد، اذ لا يضم لوحات او حرف او غيرها بل مجموعات ثمينة من الطوابع البريدية الى مجموعة اوراق يانصيب الى مجموعة مميزة ايضا للعملات، حيث قام أصحاب هذه المجموعات بحفظها وتنظيمها وشراء ما يحتاجونه من نواقص بمجهود شخصي ومرات عديدة بفلس الارملة.
طوابع سليم فرنجيه ويانصيب الراحل طوني المقسيسي الى عملات بولس طيون وضعت بتنسيق مميز داخل صناديق عرض او رتبت كلوحات سرقت انظار واهتمام الحضور لندرتها ولنجاح طريقة عرضها مع شرح مفصل من اصحابها لكل زائر والزوار الكثر استمروا في التوافد على مدى ثلاثة ايام الى مبنى الكبرى الاثري ليشاهدوا معروضات تمتاز بندرتها وتشكل نافذة على الذاكرة والتراث القومي لبلدنا ومراجع تاريخية وثقافية.
على مدى 25 سنة سعى الراحل طوني المقسيسي الى تجميع اوراق اليانصيب فكان نصيبه الرحيل قبل ان يتمكن من عرضها وبقية المجموعات لديه من كتب نادرة الى جرائد ومجلات من اعدادها الاولى حتى توقف صدورها الى الاقلام المتنوعة ومن كل البلدان، الا ان عائلته سمحت بعرض هذه المجموعة وستسمح لاحقا بعرض غيرها ما امطر رحمات المشاركين على روح طوني الذي كان ناشطا ايضا في الاعلام والصحة ومؤرشفا دقيقا لتاريخ المرده ولاوراق الوفيات في زغرتا.
من جهته جامع الطوابع سليم فرنجيه الذي لا يتوقف عن التفتيش عن المميز منها حتى لو كلفته ذلك ثروة كبيرة، هو يملك اليوم مجموعة قيمة ونادرة تستحق التمعن فيها وتحتاج لاكثر من ساعتين لإلقاء نظرة سريعة عليها، الا ان رواد المعرض لا يستكينوا وهم يتوقفون لساعات امام جمالية ما يرونه والذي اشرف سليم بنفسه على ترتيبه وتنظيم عرضه، فجاءت الطوابع لوحات مميزة تستحق التقدير.
من جهتها عملات بولس طيون سرقت الانظار وجذبت رواد المعرض الذين اثنوا على جامعها وتمنوا له استكمال مجموعته النادرة والرائعة التي اعادتنا الى زمن كان للقرش والليرة قيمة معنوية ومادية.
بالامس افتتح البيت الزغرتاوي المعرض بحضور الوزير السابق المحامي روني عريجي ممثلا رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، الوزير يوسف فنيانوس، رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض ممثلا بالسيد رينيه معوض، رئيس بلدية زغرتا اهدن انطونيو فرنجيه ممثلا بنائبه الاب بول الدويهي الى حشد من المهتمين.
استهل الحفل الاديب محسن يمين معرفا وملقيا الضوء على ما يتضمنه المعرض.
كما كانت كلمة لرئيس البيت الزغرتاوي انطونيو فرنجيه فاخرى للاب الدويهي الذي رأى ان المعرض يشكل لوحة تاريخية عن ضيعتنا وعن وطننا، لافتا الى ان المجهود الذي قام به اصحاب المجموعات جبار ما يدل على شغفهم الذي هو اساس نجاحهم.
ومن ثم القى سليم فرنجيه كلمة بإسم اصحاب المجموعات فدعا لاصدار المزيد من الطوابع تكريما لرجالات من قضاء زغرتا بالاضافة الى طابع يخلد ذكرى شهداء مجزرة اهدن وطوابع خاصة بالمعالم الاثرية في المنطقة.
اما الوزير السابق روني عريجي فاعرب عن سروره بالحركة الثقافية والسياحية والبيئية شتاء في زغرتا وبشكل اكبر في الصيف في إهدن، ما يعكس دليل عافية ورقيّ، ونسمة جميلة في هذه المرحلة الصعبة، ورسالة أمل وانفتاح يبعث بها مجتمعنا الزغرتاوي خلافاً لرسائل العنف والجفاء والتقوقع والتعالي التي نسمعها من البعض هذه الايام.
وفي الختام تسلم نجل الراحل طوني المقسيسة السيد جوزيف المقسيسي درعا تقديرية باسم والده الى هدية رمزية للوزير عريجي عبارة عن طرحية طوابع الى طرحية اخرى للاديب محسن يمين.