باسيل يحارب طرابلس إنمائيا وكهربائيا… غسان ريفي

ما كان يتم تداوله سرا أو همسا ومن دون أدلة معلنة، بات اليوم حقيقة ثابتة.. جبران باسيل يعطل شركة ″نور الفيحاء″ ويتسبب بحرمان طرابلس من أبسط حقوقها في أن تحصل على تغذية كهربائية 24 على 24 ساعة، من خلال حبس ملفها في أدراج وزارة الطاقة معتمدا كيدية سياسية موصوفة من دون وجه حق لمصلحة البواخر التي يؤكد كثير من السياسيين أنها تفوح منها روائح السمسرات والعمولات.

لا شك في أن باسيل بوقوفه ضد ″نور الفيحاء″ يضرب القوانين اللبنانية المرعية الاجراء عرض الحائط، من قانون شراكة القطاعين العام والخاص الى قانون السماح بانشاء معامل إنتاج الطاقة والتشغيل، كما أن موقفه من شأنه أن يضع وزارة الطاقة أمام مساءلة، خصوصا أنها قبلت الطلب الذي تقدمت به الشركة، ثم طلبت منها توسيع نطاق التغذية الكهربائية لتشمل نطاق شركة كهرباء قاديشا (طرابلس وجوارها) ما دفع إدارة الشركة الى تعديل الخرائط والدراسات بكلفة فاقت المليون دولار، الى أن إكتمل الملف ودخل أدراج الوزارة، حيث أكد وزير الطاقة السابق سيزار أبي خليل لكل من راجعه أن ″الملف يستوفي كل الشروط القانونية والفنية وهناك توصية من شركة كهرباء لبنان باعتماده، لكن الأمر سياسي لذلك راجعوا جبران″.

ورغم كل ذلك، نفى باسيل في مقابلته مع محطة إن بي إن مع الزميل عباس ضاهر، أن يكون له علاقة بتعطيل نور الفيحاء، لكنه ما لبث في سياق الحديث أن إنقلب على كلامه، رافضا إعطاء الشركة أي ترخيص، واصفا إياها بأنها تؤدي الى فدرلة الكهرباء في وقت يسعى فيه باسيل الى إنشاء معامل حيث لا تدعو الحاجة لذلك، ومعمل سلعاتا أكبر دليل..

كما حاول باسيل الايحاء بأنه صاحب فضل على طرابلس لجهة إقرار مشاريع بمليار ونصف المليار دولار ما تزال في علم الغيب، ولم يظهر أو ينفذ منها شيئا، مختصرا في سلوك إستعلائي الحكومات بشخصه، وبأن كل ما يقر لأي مدينة بحضوره أو موافقته يكون صاحب الانجاز فيه وهو أمر يرفضه العقل والمنطق، وترفضه طرابلس وسائر المدن المناطق اللبنانية التي من حقها على الدولة مجتمعة أن تقوم بأبسط واجباتها تجاهها.

يمكن القول إن كلام باسيل أعطى مبررا لأبناء طرابلس بإعتراضهم على زيارته وعلى إستقباله في مدينتهم يوم السبت الفائت، وأكد أنهم كانوا على حق، فكيف لمدينة أن تستقبل وزيرا يحاربها إنمائيا؟، وكيف لمدينة أن ترحب بوزير يسعى الى إغراقها بالظلام من خلال تعطيل مشروع محلي برأسمال وطني (ربع مليون دولار) يهدف الى تغذيتها مع جوارها بالتيار الكهربائي على مدار الساعات الـ 24، بكلفة مالية أقل بعشرين في المئة من البواخر الباسيلية؟، وكيف لمدينة أن تفتح أبوابها أمام وزير يعمل على تقويض منطقتها الاقتصادية وكسر حصريتها بانشاء مناطق أخرى في البترون وصور؟. 

يقول بعض المتابعين: يبدو أن باسيل ماض في سلوكه الاستفزازي الذي تجاوز السياسة الى الانماء، وهو وإن كانت طرابلس بانفتاحها ووطنيتها وتنوعها ورقي أبنائها، فرضت عليه لغة هادئة عندما زار معرض رشيد كرامي الدولي يوم السبت الفائت للاجتماع بكوادر تياره، إلا أنه ما لبث أن إنقلب عليها مستهدفا المدينة بـ نور الفيحاء التي تعتبر من أهم المشاريع التي يمكن أن تشهدها، نظرا لأهمية ديمومة التيار الكهربائي إقتصاديا وأمنيا وإجتماعيا، وبالتالي فإن وعد باسيل القيام بزيارة ثانية الى طرابلس قريبا، بات دونه عقبات وصعوبات جديدة، بعدما أدى كلامه الى ربط “نور الفيحاء” بمفاتيح المدينة..   


مواضيع ذات صلة:

  1. الحكومة تهتز.. ولا تقع… غسان ريفي

  2. طرابلس تفرض نفسها على باسيل وتلزمه بخطاب هادئ… غسان ريفي

  3. باسيل في طرابلس اليوم.. غريبٌ في بيتي؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal