إعتداء طرابلس يفتح حربا على مواقع التواصل.. والوطني الحر يتشفى من ريفي… عمر ابراهيم

بدا واضحا منذ الدقائق الاولى للاعتداء الارهابي المريب الذي نُفذ في طرابلس عشية عيد الفطر، وكأن هناك من كان ينتظر هذه الحادثة الاليمة على لبنان وعلى عائلات الشهداء والجرحى لكي يفرغ مخزون حقده الطائفي والمذهبي ويتشفى من خصومه السياسيين عله يحقق بعض المكاسب في بيئته الشعبية او يُحرج خصومه.

ففي الوقت الذي كانت فيه القوى الامنية مجتمعة تحاول القضاء على مرتكب المجزرة بحق العسكريين، وتسعى الى حفظ الامن في المدينة التي كانت تضج بعشرات الالاف من المواطنين داخل الاسواق وفي الطرقات لمنع حصول مذبحة، كانت هناك جيوشا إلكترونية من المحرضين قد اعدت عدتها لشن هجمات على الخصوم والشركاء في الوطن، مستغلة من حادثة فردية ذريعة لنبش احقاد طائفية واثارة نعرات مذهبية، كشفت الى حد كبير عن حجم الهوّة التي احدثتها الخلافات السياسية والانقسامات داخل البلد، الذي كان من المفترض ان يتوحد خلف مؤسساته العسكرية وان لا يستغل هكذا جريمة من اجل تسجيل النقاط على الخصوم.

قد لا يكون غريبا على الشعب اللبناني شغفه في إبداء رأيه او التعليق على كل حدث يشهده البلد سياسيا او امنيا اواقتصاديا، لكن المفارقة هذه المرة أن المستهدف في هذه العملية كانت القوى الامنية والعسكرية ومدينة باكملها كانت تتحضر لاستقبال العيد، فاذا بالجيوش الالكترونية تبدأ حربها ودماء الشهداء ما تزال على الأرض، لتلتهب مواقع التواصل الاجتماعي بالمواقف التحريضية والردود الطائفية مستهدفة طرابلس التي كانت تنزف وبعض القيادات السياسية بأبشع النعوت، ما استدعى ردود فعل مضادة أدت الى خروج البعض من عقاله كما حدث مع احد الاشخاص الذين تم توقيفهم على خلفية ما نشره على صفحته، ولو اتيح للقضاء والامن ملاحقة كل من شارك في التحريض ونشر اخبار ملفقة وكاذبة لتم توقيف الالاف، ومنهم ربما سياسيين ومسؤولين عن وسائل اعلام.

متابعو مواقع التواصل الاجتماعي من طرابلس على وجه الخصوص فوجئوا بالحرب التي تشن على مدينتهم ونعتها بالارهاب، ومحاولة تضليل الرأي العام بأخبار تنم عن خلفيات سياسية وطائفية بغيضة، فضلا عن تشويه صورة البعض لاهداف سياسية على غرار ما قام به النائب السابق عن التيار الوطني الحر نبيل نقولا عندما نشر صورة شخص الى جانب اللواء اشرف ريفي على انه ″الارهابي″ الذي نفد مجزرة طرابلس، قبل ان يتضح عدم صحة كلامه، لكن ذلك لم يمنع جمهور ″التيار″ من مواصلة هجومهم الذي كان يحتاج فقط الى ايعاز من قيادته لوقف هذه الحرب التي يخوضونها على اشلاء الشهداء وعذابات الاف العائلات التي كانت عاشت رعب تلك الليلة الدامية.


مواضيع ذات صلة:

  1. حركة أسواق طرابلس تنشط.. من أين تأتي الأموال؟… عمر ابراهيم

  2. كيف تبدو الحركة في أسواق طرابلس قبل العيد؟… عمر ابراهيم

  3. تعرفوا على عدد المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا ومخاطرها على الخزينة… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal