حركة أسواق طرابلس تنشط.. من أين تأتي الأموال؟… عمر ابراهيم

رغم الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي تعصف بلبنان عموما وبطرابلس والشمال خصوصا، الا ان هناك مفارقة سجلت خلال الايام الماضية في أسواق طرابلس التي نشطت الحركة فيها على نحو لم يكن متوقعا، ما دفع البعض الى مطالبة القوى الامنية بمضاعفة وجودها للحفاظ على الامن والى منع السيارات من سلوك بعض الطرقات لا سيما شارع عزمي لتسهيل حركة التسوق.

وعلى الرغم ايضا من ان عائلات كثيرة ما تزال تنتظر مبادرات فردية او سياسية يحكى عنها للحصول على كسوة العيد، كتلك التي يتم الترويج لها اعلاميا وتتعلق بمساهمة السعودية عبر النائب ديما جمالي من دون ان تبصر النور حتى اللحظة على ارض الواقع لاعتبارات غير معروفة، الا انه ورغم ذلك استعادت اسواق المدينة حركتها في اليومين الماضيين بشكل فاجأ حتى اصحاب المحلات والتجار بسبب الاقبال اللافت للمتسوقين.

لكن ماذا حصل في الأيام الاخيرة وقلب الموازين نوعا ما؟، مصدر متابع يشير الى ان معظم الاموال التي بدأت تتحرك في أسواق طرابلس عدا عن الموظفين في سلك الدولة الذين بدأوا بفبض رواتبهم، مصدرها المغتربين وهي شكلت ربما 80 في المئة من حجم الاموال التي تضخ في المدينة.

ويتابع المصدر: “ان شركات تحويل الاموال والمصارف تشهد اقبالا لافتا من قبل المواطنين الذين يستلمون تحويلات مالية من اقارب لهم، وهذا الامر كان موجودا سابقا، لكن هذا العام ربما اكتسب اهميته كونه يأتي في ظروف إقتصادية صعبة فضلا عن مضاعفة حركة تلك التحويلات المالية.

ويشير المصدر الى ان المغتربين الذين يرسلون صدقة الفطر وزكاة اموالهم، ربما شعروا مع اقاربهم بحجم الضائقة الاقتصادية وضاعفوا من حجم الاموال التي كانوا يرسلونها عادة خلال شهر رمضان وفي العيد، فضلا عن التحويلات الشهرية المعتادة، ووصول اعداد من المغتربين لتمضية عطلة العيد مع عائلاتهم خصوصا من دول الخليج حيث بدات عطلة الاعياد هناك.

ويختم المصدر مؤكدا أن كل هذه الامور ساهمت في تنشيط الحركة التجارية التي من المتوقع أن تزداد وترتفع وتيرتها في الأيام المتبقية من شهر رمضان مع حصول الموظفين في القطاعين العام والخاص على رواتبهم والتي من المفترض أن يخصص قسم كبير منها لشراء كل مستلزمات عيد الفطر السعيد.